السلام عليكم
يااميرات هاي قصة من تاليفي قصة قصيرة
اتمنى تعحبكم واريد رايكم بيها بدون مجاملة
روح هائمة
كانت تمشي ببطأ على رصيف الشارع الممتد امامها كالبساط وهي ترقب ظلال اوراق الاشجار من حولها ترقص تحت اشعة الشمس
في صباح جميل
كان السكون يلف المكان والنسيم يعبق برائحة زكية من بقايا المطر
انحرفت في الطريق فمتدت امامها ظلال الاعمدة الكهربائية على طول الشارع توقفت لتنظر الى شجرة ذات زهور حمراء غريبة الشكل كانت ترسم ظلال مرحة فوق الارضية اللتي نبتت بها بعض الحشائش كانت تحب كل تلك الظلال وحزنت لانها الوحيدة اللتي لم تترك الشمس خلفها ظلا كانت خيوط الشمس تخرق جسدها وكانه لوح زجاجي تتسرب الشمس من خلاله
وقفت هناك بلا ظل كروح هائمة,
تذكرت اللحظات اللتي اسرت فيها رعدة ارتجف لها جسدها النحيل كانت صغيرة حين وجدت نفسها تقف امام المراة تنظر الى تلك الصورة اللتي عكست كل شيئ حتى ملامح وجهها الذي ارتسمت عليه علامات الدهشة والاستغراب نظرت بتمعن لعدة ساعات دون ان تجد اي شيئ يميزها عن تلك القابعة خلف الزجاج تسائلت من هي ياترى؟ لوحت بيدها فلوحت لها ترى هل تعرفها؟ رددت بصوت مسموع اسمها فرأتها تحرك شفتيها ايضا دون ان تنطق بكلام اخر راحت تحدثها كل يوم عما يدور بخلدها ولم تسمع منها شيئا انها لاتفعل شيئا سوى تحريك شفتيها فاخبروها انها تحدث نفسها ولكنها تسائلت احدث نفسي؟ الا يعني هذا اننا اثنتان انا ونفسي اذا لم لاتقول لي نفسي شيئا السنا صديقتين مقربتين ومرت السنوات بدأت تشعر بأن نفسها تحدثها فعلا وراحت تصغي لها اكثر مما تصغي لاي احد اخر كانت تجلس ساعات تحدث نفسها عما يدور حولها وماذا تنوي ان تفعل ابتعدت عن الناس وباتت كشبح ادمي اكثر من كونها انسان حتى بدأت تخاف من ان تختلي بنفسها لانها تحدثها بامور مرعبة حاولت الابتعاد عن الاصغاء الى مايدور برأسها لكن دون جدوى اذ كان الكلام يرن في اذنها كرنين الاجراس باتت حائرة الى من تصغي الى صوتها ام الى الصوت الذي ينخر في رأسها ماعادت تعرف من هي كانت تحب وتكره في الوقت ذاته تريد ولاتريد كان شعور يلازمها بان ذاتها الحبيسة تحاول الخروج كانت احيانا تتصرف بانانية وتقول كلاما ليست مقتنعة به تؤذي مشاعر الناس من غير قصد منها اذ انها مجبرة على ذلك مجبرة على الابتعاد والبقاء في عزلة مع نفسها ولكن ما ان تبتعد وتبقى وحيدة حتى تشعر بالحزن والفراغ فماذا تفعل ومضت السنوات
ووقفت مرة اخرى امام المراة وبكت لكن ماادهشها ان صورتها في المراة لم تبكي واخيرا تكلمت تلك القابعة خلف الزجاج قائلة سأحل مكانك وستبقين حبيسة عالمي كما كنت حبيسة صدرك الضيق انعقد لسانها وماعدت تستطيع الكلام فمتدت اليدين الطويلتين الشاحبتين نحوها فلم تستطع الحراك امسكت بها وسحبتها بقوة لم تستطع المقاومة فالقبضة القوية شلت حركتها قبل ان تشل عقلها دام الصراع طويلا قبل ان تتمكن من سحبها بقوة فصطدمت بالمراة التي استحالت الى الاف الشظايا اللتي انغرست بجسدها فاحست بانسحابها من العالم ,فباتت كروح هائمة بلا ظل بلا هوية فتلك هي تطوف ارجاء المكان فوق القبور او فوق بستان الزهور.