اليكم الجزء الثاني من رواية روميو و جوليت
وصل "روميو" إلى المقبرة في منتصف الليل .. وكان قد أحضر معه فانوساً وأدوات لكسر باب المقبرة .. وما أن شرع في الدخول حتى فوجئ بصوت من الخارج يناديه باسمه .. وفوجئ "روميو" بأن المنادي عليه هو "باريس" الذي كان سيتم زواجه "بجولييت" في نفس اليوم .. وكان قد جاء لينثر الزهور فوق قبرها، وليصلي لروحها لكي ترتاح وتهدأ في عالم الأموات ..
ونشب عراك بين الشابين انتهى بمقتل "باريس" .. فنقل "روميو" جثته إلى داخل المقبرة التي ترقد فيها "جولييت".
وعلى ضوء الفانوس .. شاهد "روميو" زوجته وحبيبة قلبه "جولييت" راقدة في سباتها العميق .. وكان وجهها يشع جمالاً ونضارة .. وبكى "روميو" كثيراً وانتحب .. ثم قبل زوجته القبلة الأخيرة .. ورفع زجاجة السم القاتل وشربها عن آخرها .. وخر صريعاً جوار مرقد "جولييت"..!!
كان الراهب "لورانس" قد أدرك أن رسائله التي بعث بها إلى "روميو" لم تصل إليه .. ورأى أن يذهب بنفسه بها إلى المقبرة التي دفنت فيها "جولييت" .. لأن مفعول الدواء الذي أعطاه لها قد أوشك على الانتهاء، وسوف تفيق من غيبوبتها بعد لحظات .. ولا بد من إخراجها من المقبرة ..
وعندما وصل الراهب .. فوجئ بوجود جثتي "روميو" و "باريس" .. وكانت "جولييت" قد أوشكت على الإفاقة والعودة إلى وعيها .. وعندما أفاقت فعلاً، وجدت الراهب أمامها فسألته عن "روميو" .. وأخبرها الراهب بكل شيء .. وأن الخطة قد باءت بالفشل .. وأن عليها أن تخرج من هذه المقبرة فوراً لأنه يسمع ضجة ناس قادمين نحو المقبرة .. وعندما اقتربت تلك الأصوات هرب الراهب وترك "جولييت" وحدها ..
وشاهدت "جولييت" زجاجة السم القاتل في يد حبيبها "روميو" .. وقررت أن تموت هي الأخرى راقدة إلى جواره .. ورفعت الزجاجة إلى شفتيها لعلها تجد فيها قطرات باقية .. وأخذت تقبله في فمه لعلها تمتص بقايا سم عالقة ..
في تلك اللحظات كانت أصوات القادمين قد اقتربت أكثر وأكثر .. وأصبحت قريبة جداً من مدخل المقبرة .. وعندئذ أخذت "جولييت" الخنجر الذي كان معلقاً بحزام "روميو" وأغمدته في صدرها .. وخرت صريعة جوار حبيبها !
كان الخبر قد انتشر .. وجاء كثيرون ليشهدوا تلك المأساة الموجعة .. جاء الأمير حاكم "فيرونا" .. وجاءت عائلة "كابوليت" وعائلة "مونتاجيو" .. وعاد الراهب "لورانس" ليشرح للجميع جوانب المأساة وأسرارها .. وأعلن على الجميع أن "روميو وجولييت" زوجان أمام الله .. وكان يربطهما رباط مقدس .. وأنه كان يأمل أن يكون زواج هذين الحبيبين سبباً في إنهاء العداوة بين العائلتين المتخاصمتين.
وأما الحزن العميق الذي حل بهاتين العائلتين .. واحتراماً وتقديراً للحب الذي ربط بين "روميو وجولييت" فقد تعاهد كل من "كابوليت" و "مونتاجيو" على الصلح والسلام، وإزالة الكراهية والبغضاء من القلوب والنفوس ..
وقررت عائلة "جولييت" أن تقيم تمثالاً "لروميو" .. كما قررت عائلة "روميو" أن تقيم تمثالاً "لجولييت" .. وكان التمثالان من الذهب الخالص ..!!
وبهذا نكون قد انتهينا من الرواية