اتهم رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري والزعيم الدرزي وليد جنبلاط الرئيس السوري بشار الاسد باغتيال رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي العميد وسام الحسن في تفجير وقع الجمعة في شرق بيروت فيما دانت سوريا التفجير واعتبرته عمل "ارهابي جبان".
وقال الحريري بحسب وكالة "فرانس برس" "اتهم بشار حافظ الاسد باغتيال وسام الحسن"، مضيفاً "الحسن كان صمام امام للبنانيين".
ويعتبر الحسن، احد كبار الضباط السنة، مقربا من رئيس الوزراء اللبناني السابق الذي يتزعم قوى 14 آذار المعارضة لسوريا.
من جهته, قال الزعيم الدرزي وليد جنبلاط لوكالة فرانس برس "اتهم علنا بشار الاسد ونظامه بقتل وسام الحسن".
واضاف ان "النظام السوري خبير في الاغتيال السياسي ويجب ان يكون ردنا سياسيا".
وتابع جنبلاط "يجب الاستمرار في النضال السياسي والمواجهة وعدم الاندفاع في المواجهات الداخلية، لان (بشار الاسد) الذي يحرق سوريا والذي هو جزار دمشق، لن يكترث اذا ما احترق لبنان".
واغتيل الحسن بانفجار سيارة مفخخة استهدفه الجمعة في منطقة الاشرفية ذات الغالبية المسيحية.
دمشق تدين
ودانت سوريا التفجير معتبرة أنه عمل "ارهابي جبان"، بحسب ما افادت وكالة الانباء الرسمية السورية "سانا".
وقالت الوكالة إن "وزير الاعلام عمران الزعبي دان العمل الارهابي الجبان الذي تعرضت له ساحة ساسين بالاشرفية في بيروت".
ونقلت الوكالة عن الزعبي قوله "إن هذه التفجيرات الارهابية مدانة اينما حدثت وليس هناك ما يبررها".
وشهدت لبنان بين العامين 2005 و2008 سلسلة تفجيرات استهدفت شخصيات سياسية معارضة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، ابرزها رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في 14 فبراير/ شباط 2005.
واتهمت قوى سياسية لبنانية معارضة حينها سوريا باستهداف هذه الشخصيات.
وادى فرع المعلومات دورا في التحقيق في سلسلة من الجرائم التي استهدفت شخصيات سياسية لبنانية معارضة لسوريا بين العامين 2005 و2008, ابرزهم رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في 14 شباط/فبراير 2005.
وسبق لضباط كبار في الفرع ان استهدفوا بتفجيرات, آخرهم الرائد وسام عيد الذي اغتيل في كانون الثاني/يناير 2008 ويعزى اليه الفضل في التقنية التي كشفت شبكة من الارقام الهاتفية التي يعتقد ان حامليها مسؤولون عن تنفيذ اغتيال رفيق الحريري.
انفجار الاشرفية
وقتل 8 أشخاص في التفجير الذي هز منطقة الاشرفية في لبنان من بينهم رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي العميد وسام الحسن، حسبما ذكرت وكالة فرانس برس.
وقع انفجار في ساحة ساسين بمنطقة الأشرفية شرقي العاصمة اللبنانية بيروت. وأسفر الانفجار ايضا عن إصابة 78 آخرين، حسبما ذكرت وكالة رويترز نقلا عن الوكالة الوطنية للاعلام اللبنانية الرسمية.
واشارت الوكالة الى ان الانفجار هز المنطقة ذات الغالبية المسيحية، على بعد امام احد المباني السكنية مقابل مكتبة الفرح "على بعد 200 متر من بيت الكتائب"، وهو حزب مسيحي لبناني.
كما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن الانفجار وقع على بعد مئات الأمتار من "بيت الكتائب" مقر حزب الكتائب اللبناني، وأمام مبنى يضم مصرفاً لبنانياً، ومكتبا تابعا للقوات اللبنانية في المنطقة.
وقال مصور في "فرانس برس" ان "الانفجار ادى الى تضرر كبير في مبنيين سكنيين بالقرب من الساحة، واندلاع حريق في احد المباني"، مضيفاً "عمل متطوعون في الصليب الاحمر على اخراج مصابين منه... كما قامت عناصر في الدفاع المدني بالصعود الى المباني للبحث عن الجرحى".
اضرار كبيرة
وقال رولان (19 عاما) "سمعنا صوت انفجار كبير... واهتزت الارض من تحتنا"، فيما اجهشت نانسي (45 عاما) بالبكاء بعد عودتها الى الحي لتجد منزلها تلتهمه النيران وقالت:"كنت ميتة لو تواجدت فيه وقت الانفجار".
واضاف المصور ان "الاهالي يبحثون عن اولادهم في مكان الانفجار".
وقالت أحدى عمال الانقاد وتدعى رحمة "هذا يذكرني بالتفجيرات خلال الحرب الاهلية (1975-1990) وخلال فترة ما بعد الحرب عندما قتل انفجار ضخم رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري مع 22 شخصاً حينها".
ووصل الى مكان الانفجار وزير الداخلية مروان شربل، وفرض الجيش والقوى الامنية طوقا حول المكان.
وذكرت مصادر لبنانية أن الانفجار وقع في "ساعة الذروة".
وتضم ساحة ساسين في الأشرفية العديد من المصارف، بالإضافة إلى عدد من المدارس والمطاعم والمجمعات التجارية ، فضلاً عن مكتب للبريد والاتصالات، وتعتبر منطقة سكنية وحيوية تضج بالسيارات والمشاة.