مع جده النبي
سبط النّبيّ (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم)، وأوّل ولد لأمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب وسيدة نساء العالمين فاطمة رضي الله عنهما، ولد في النّصف من شهر رمضان، في السّنة الثّالثة من الهجرة (1). قدم النّبيّ (صلى الله عليه وسلم) إلى بيت عليّ -رضي الله عنه- ليهنّئه، وسمّـاه «الحسن» من قبل الله(عز وجل) حسب الرواية وأيضاً لم يكن أحد من قبله يحمل هذا الاسم.
إستلم الخلافة بعد والده ولكن فقط لمدة 6 أشهر، حتى عقد صلح مع معاوية ليستلم الحكم. قيل أن أول من سماه هو رسول الله بأمر من رب العالمين، وقد أذن على إذنه اليمنى، وأقام في اليسرى، عاش معه 7 سنوات –وفي بعض الروايات 8 سنوات-.
• أمضى السّبط مع النّبيّ -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم - ما يناهز سبعة سنوات من حياته [1]، وكان يحبّه الجدّ حبّاً جمّاً، شديداً، وكثيراً ما كان يحمله على كتفيه ويقول: « اللّهمَّ إنّي أُحبُّه فأحِبَّه » [2].
• « من أحبّ الحسن والحسين فقد أحبّني، ومن أبغضهما فقد أبغضني » [3].
• ويقول أيضاً: «الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة» [4].
• ويقول أيضاً عنهما : « إبناي هذان إمامان، قاما أو قعدا [5].
• ولما يملكه الإمام الحسن -ع- من سموّ في التّفكير، وشموخ روح، كان النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- يتّخذه شاهداً على بعض عهوده، بالرّغم من صغر سنّه، وقد ذكر الواقدي، أنّ النّبيّ عقد عهداً مع ثقيف، وقد كتبه خالد بن سعيد، وإتّخذ الإمام الحسن والحسين -ع- شاهدين عليه [6].
• وجاءت روايات معدودة بان آية التطهير نزلت في رسول الله وعليّ وفاطمة والحسن والحسين {انما يريدالله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا} كما نقرا الاية73 من سورة هود التي نزلت في حق سيدنا إبراهيم الخليل حيث بشرت الملائكة زوجته السيدة سارة بمولد النبي اسحاق{ قالوا اتعجبين من امر الله رحمت الله وبركاته عليكم اهل البيت انه حميد مجيد}
[7].
[عدل] بعد وفاة النبي
شارك في فتح شمال أفريقيا وطبرستان، ووقف مع أبيه في موقعة الجمل وصفين وحروبه ضد الخوارج.
[عدل] فترة خلافته
استلم الحكم بعد والده، وكان هذا في 6 شهور فقط وقيل 8 أشهر، وكان أول من بايع الحسن قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري فقال: أبسط يدك على كتاب الله وسنة رسوله وقتال المخالفين فقال الحسن : "على كتاب الله وسنة رسوله فإنهما ثابتان"
[عدل] صلحه مع معاوية
كادت أن تندلع الحرب بين الحسن ومعاوية وانصاره من الشام ؛ فقد سار الجيشان حتى التقيا في في موضع يقال له (مسكن) بناحية الأنبار ؛ كان حريصًا على المسلمين وعدم تفرقهم، فتنازل عن الخلافة لما لتكون الخلافة واحدة في المسلمين جميعاً، ولإنهاء الفتنة وإراقة الدماء وقيل كان تسليم الحسن الأمر إِلى معاوية في ربيع الأول سنة إحدى وأربعين وقيل في ربيع الآخر وقيل في جمادى الأولى ؛ فلما تنازل عن الخلافة أصلح الله بذلك بين الفئتين كما أخبر بذلك رسول الله حين قال: «ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين» [البخاري]. وسمي العام الذي تنازل فيه الحسن عن الخلافة لمعاوية بعام الجماعة، وكان ذلك سنة (40هـ). روى عن النبي أنه قال: "الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم يعود ملكاً عضوضاً" وكان آخر الثلاثين يوم انحرف الناس عن الامام الحسن وبويع معاوية.
وقد جاء في الكامل في التاريخ لابن الأثير أن الحسن سلم الأمر إلى معاوية، لأنه لما راسله معاوية في تسليم الخلافة إليه خطب الناس ،فحمد الله وأثنى عليه وقال: إنّا والله ما يثنينا عن أهل الشام شك ولا ندم، وإنما كنا نقاتل أهل الشام بالسلامة والصبر فشيبت السلامة بالعداوة، والصبر بالجزع، وكنتم في مسيركم إلى صفين ودينكم أمام دنياكم، وأصبحتم اليوم ودنياكم أمام دينكم، ألا وقد أصبحتم بين قتيلين : قتيل بصفين تبكون له، وقتيل بالنهروان تطلبون بثأره، وأما الباقي فخاذل، وأما الباكي فثائر، ألا وإن معاوية دعانا لأمر ليس فيه عزّ ولا نصفة، فإن أردتم الموت رددناه عليه وحاكمناه إلى الله عز وجل، بظُبي السيوف، وإن أردتم الحياة قبلناه وأخذنا لكم الرضى. فناداه الناس من كل جانب: البقية البقية! وأمضى الصلُح.[8]
وقال البخاري في كتاب الصلح: حدثنا عبد الله بن محمد ثنا سفيان عن أبي موسى قال: سمعت الحسن يقول: «استقبل والله الحسن بن علي معاوية بن أبي سفيان بكتائب أمثال الجبال، فقال عمرو بن العاص: إني لأرى كتائب لا تُولي حتى تقتل أقرانها، فقال معاويه - وكان والله خير الرجلين - : إن قتل هؤلاء هؤلاء، وهؤلاء هؤلاء من لي بأمور الناس ؟ من لي بضعفتهم؟ من لي بنسائهم، فبعث إليه رجلين من قريش من بني عبد شمس - عبد الرحمن بن سمرة، وعبد الله بن عامر، قال اذهبا إلى هذا الرجل فاعرضا عليه وقولا له واطلبا إليه، فأتياه فدخلا عليه فتكلما وقالا له وطلبا إليه.»