قبل شهرين تقريباً وتحديداً يوم الخميس كانت وانج يويو تلهو
في الشارع الذي يملك فيها والداها متجراً بمدينة فوشان الصناعية في الصين:
بدأت الفاجعة حين دهست شاحنة بيضاء صغيرة الفتاة، فتوقف سائق الشاحنة
للحظات ثم أكمل طريقه ليدهس الفتاة مرة أخرى بالعجلات الخلفية للشاحنة!!
لم
تكن هذه الحادثة سوى بداية المأساة، حيث مر بالقرب من الفتاة التي تنزف
على الأرض أكثر من 18 شخص واحداً واحداً وشاهدوها بوضوح لكنهم لم يعيروا
لها أي اهتمام!!!!
اتسعت رقعة الدماء تحت الفتاة التي كانت تنزف بشدة، لكن ذلك لم يحرك ساكناً
لأي من الأشخاص الذين ظلوا يمرون بها يرونها بوضوح وينظرون لها بلا
مبالاة، حتى أتت شاحنة أخرى ودهستها للمرة الثانية!!
استغرقت هذه
الفاجعة أكثر من 7 دقائق حتى لاحظتها جامعة خردة فحاولت مخاطبة البائع
المقابل لها لكنها لم تلقى منه أي رد، فقامت بإبعاد الفتاة المصابة عن
الطريق وحاولت سؤال الباعة حولها فأخبروها أن تبقى في شأنها ولا تتدخل فيما
لا يعنيها، فتركتها في جانب الطريق وأكملت سيرها!
تم نقل الفتاة إلى مستشفى قريب وأجريت لها جراحة عاجلة، لكنها توفيت أمس نتيجة الإصابات الخطيرة التي حدثت لها..
ألقت السلطات الصينية القبض على سائقيْ الشاحنتين، وما يثير الشعور
بالغثيان أكثر وأكثر هو رد فعل سائق الشاحنة الأولى الذي قال في حديث هاتفي
لقناة محلية:
لو ماتت الفتاة سأدفع 20,000 يوان فقط (3,125 دولار)، أما لو جرحت سأدفع مئات الآلاف من اليونات!!!!
على
أي حال فالأجدى بالمحاكمة بدايةً هم أولئك الذين مروا بها دون أي اهتمام،
ثم أهلها الذين تركوها تسير في شارع بمنطقة صناعية دون أي متابعة!
لو
كانت هذه هي ضريبة التحضّر فتباً لهذه حضارة، وأفَضّل عن نفسي أن نبقى داخل
كهوف نأكل من ورق الشجر أكثر كرامةً لنا من حضارةً ينزل البشر فيها
بإنسانيتهم دون مستوى الحيوانات!. .