[color=#000000][font=mudir mt][b]لتفكير بالكتابة لك دائما يزرع في داخلي شيء من الخوف[/b][b],[/b][b] ربما لان المذكرات ترتبط دائما بالنهايات.. حاولت كثيرا تجاهل وجود اوراق بيضاء وأقلام على مكتبي[/b][b],[/b][b]حاولت كتمان ذلك الأزيز الذي اخذ يتعالى في داخلي حتى أصبح صرخات لابد أن افتح لها الطريق لتخرج[/b][/font][/color]
[color=#000000][font=mudir mt][b]سحبت تلك الورقة المنتظرة في صمت وبلا حيلة لاشوه بياضها الصافي ببعض السخافات[/b][b],[/b][b]أطعت صاغرا قلبي الذي يعرف موضع الألم[/b][b]أين فيزيد فيه..[/b][/font][/color]
[color=#000000][font=mudir mt][b]أول السطر[/b][/font][/color]
[color=#000000][font=mudir mt][b]أيامي الأولى في العمل[/b][b],[/b][b]عالم جديد اقتحمت أصواره المنيعة لأضفر بلقب[/b][b]‘[/b][b]موظف[/b][b]’[/b][b] هي أربعة حروف فقط غيرت مجرى حياتي 180 درجة .. أنا الذي تعاملت مع الحروف وخبرت خصائصها[/b][b],[/b][b]لم أكن اعرف أن تلك الأربعة أحرف التي كانت سببا في موتي يوما ستحيني الآن[/b][b],[/b][b] ولكن أي حياة ؟ حياة بعد فوات الأوان[/b][b]! ..[/b][/font][/color]
[color=#000000][font=mudir mt][b]سيدة[/b][b]‘[/b][b]ن[/b][b]‘[/b][b] هل يمكن لمن أخرجوه من قبره أن يعيش بدون روح ؟ أول يوم في العمل[/b][b],[/b][b]أليس هذا ما حلمنا به معا ؟ أليس هذا ما اتفقنا أن أخبرك بتفاصيله وأحداثه ؟ أين أنت الآن لتعلمي أن حلمنا الذي رسمناه معا وخلطنا ألوانه بعناية ودقة بدأ الآن بالتحقق.. ولكن من دونك[/b][/font][/color]
[color=#000000][font=mudir mt][b]الم نتفق أن تكوني أول من يقول لي[/b][b]‘[/b][b]الله يعينك[/b][b],[/b][b] مرحبا بعودتك[/b][b]‘[/b][b]؟ لا ذنب لك انك لست موجودة الآن اعلم[/b][b],[/b][b] هي أمواج الأقدار من حالت بيننا فما كان لمن لم يتعلم السباحة أن يدعي انه بحار[/b][/font][/color]
[color=#000000][font=mudir mt][b]سيدة[/b][b]‘[/b][b]ن[/b][b]‘[/b][b]بعد فراق 8 سنوات إصبعي مازال يتذكر طريقه ليكتب على شاشة هاتفي رقمك.. أردت فقط أن اسمع كلمة[/b][b]‘[/b][b] الو[/b][b]‘[/b][b] بصوتك.. ولكن لم اسمع سوى الصمت[/b][b],[/b][b] صمت موجودة أنت فيه وهذا قد يكون يكفيني.. يكفي انك قد رفعت الخط لأعرف انك موجودة في الطرف الأخر في مكان ما على نفس الخريطة..[/b][/font][/color]
[color=#000000][font=mudir mt][b]تعلمين ؟ بالأمس تجرأت على فتح ذلك الدرج المقفل منذ زمن[/b][b],[/b][b]أخرجت رسالتك.. هل تريدي الحقيقة ؟ لم استطع قراءتها[/b][b],[/b][b]فقط أردت أن اتبع حروفك البسيطة بأصبعي.. أن أشم عطرك على الورقة[/b][b],[/b][b]أن أتخيل مرور يدك على بعض أجزائها وعلني تلمس يدي ذلك المكان[/b][/font][/color]
[color=#000000][font=mudir mt][b]سيدة[/b][b]‘[/b][b]ن[/b][b]‘[/b][b]مازالت ذاكرتي تحتفظ بنبرة صوتك[/b][b],[/b][b]مازلت اسمع كلماتك وضحكتك حين أخبرتك أني سأبني لنا بيتا متر في متر يجمعنا وأضيع مفتاحه بعد أن اقفل علينا فيه.. لم أكن اعرف حينها أن بناء ذلك المتر صعب والأكثر منه استحالة أن نكون فيه...[/b][/font][/color]
[color=#000000][font=mudir mt][b]ترى هل مازلت تتذكريني الآن ؟ أنا مازلت[/b][b],[/b][b]ومازالت الخامة مساءا أفضل ساعات اليوم[/b][b],[/b][b]قد كانت موعد مكالمتك بعد عودتك من العمل.. كنت ورغم البعد سعيدا وأنا اسمع حركتك وخطواتك في المنزل[/b][b],[/b][b]حتى كوب القهوة الذي نعده معا[/b][b],[/b][b]ترتشفين منه فأتذوق نكهته..[/b][/font][/color]
[color=#000000][font=mudir mt][b]كنت طفلتي الشقية التي لا تكبر[/b][b],[/b][b]تسعدها هدية عيد الميلاد.. تذكرين ؟ سيدة[/b][b]‘[/b][b]ن[/b][b]‘[/b][b]تذكرين وأنت تفتحين العلبة كنت احرص أن أكون معك حينها على الهاتف لأستمع إلى خشخشة ورق الزينة واعرف أن شيئا كان معي وصل بين يديك.. اه لو تعلمين كم تمنين أن أكون شيئا من تلك الأشياء التي بداخل العلبة..[/b][/font][/color]
[color=#000000][font=mudir mt][b]سيدة[/b][b]‘[/b][b]ن[/b][b]‘[/b][b]الآن أصبحت عندي وضيفة ولكن لن أصل بها إلى شيء[/b][b],[/b][b]أنت لستي معي لنحول ذلك الحلم إلى واقعا[/b][b]تمنيناه.. بالمناسبة هل تزوجت ؟ هل وجدت حبيبا غيري يجيد السباحة ولا تغرقه الأمواج ؟[/b][/font][/color]
[color=#000000][font=mudir mt][b]الأشياء التي تسعد حين تأتي متأخرة تكون كطعم فاكهة فات أوان قطافها فشحبت ولم يبقى بداخلها إلا النوى الذي بلا مذاق[/b][/font][/color]