[color=#cc0033][font=arial][color=#000000]سللت خيوط الشمس الذهبية عبر نافذة غرفتي الصغيرة، معلنة دنو وقت الظهيرة، وانا لا زلت اتربع في سريري، [/color][/font][/color]
[color=#cc0033][font=arial][color=#000000]أتأمل لوحاتي الفنية وأهيم بها، [/color][color=#000000]ما أبدعتها أنامل بارعة ترسم بريشة زاهية حب الوطن وناسه،[/color][color=#000000]توقظ بي مشاعر حنين لماضي عريق،[/color][/font][/color]
[color=#cc0033][font=arial][color=#000000]فأجنح بخيالي مسافرة بعيداً في عوالم أخرى، أحلق في فضاء الطبيعة الخضراء وأدخل البيوت الحجرية أشتم عبق زمن الفرسان[/color][/font][/color]
[color=#cc0033][font=arial][color=#000000]الذي ولىَّ ولن يعود، وسط مؤثرات صوتية [/color][color=#000000]لمعزوفات أسطورة الحب ال[/color][color=#000000]خالد تشنف أذني وأهازيج من تراثنا الشعبي الأصيل، [/color][color=#000000]فتبعث[/color][/font][/color]
[color=#cc0033][font=arial][color=#000000]لذة غريبة في كياني، وسعادة تحتويني لأسمو بروحي وأبدأ بخط هوامشي في دفتر مذكراتي بنبض قلم يتنفس عشقاً لبلد مغتصب...[/color][/font][/color]
[color=#cc0033][font=arial][color=#000000]كان اليوم الجمعة، سبب هبوب رياح الشوق والآنين لتعصف بي فتتناثر نفسي شظايا فوق جبال الشجن والحنين. فلا أشعر بمن حولي،[/color][/font][/color]
[color=#cc0033][font=arial][color=#000000] ولا أسمع صدى أصواتهم [/color][color=#000000]وضجيجهم الذي يلف المكان بهذا اليوم المقدس، فالكل بإجازة من الدراسة والعمل.. [/color][color=#000000]إعتاد أبي بعد الصلاة[/color][/font][/color]
[color=#cc0033][font=arial][color=#000000]في المسجد من كل يوم جمعة أن يأخذنا بنزهة جبلية الى أرضنا السمراء حيث كروم العنب [/color][color=#000000]تشكل غابة خضراء، نجري ونلعب وسطها[/color][/font][/color]
[color=#cc0033][font=arial][color=#000000]واحيانا نحفر الأرض بالمعاول أسوة بالكبار. وقبل ان نعود للبيت نقطف أزهار النرجس وشقائق النعمان نزين بها زوايا المنزل.[/color][/font][/color]
[color=#cc0033][font=arial][color=#000000]ولم نكن وحدنا بل العائلة الكبيرة بأكملها مع صغارهم. وغالبا نلتقي مع راعي أغنام، فربطتنا به مع الوقت صحبة جميلة وعرفنا باسمه "جمال"[/color][/font][/color]
[color=#cc0033][font=arial][color=#000000]وأصبح يأتي بشقيقاته معه لأجلنا، وذات يوم فوجئنا بهن يحملن معهن أطواق رائعة من الزهور وكأنها نسجت لأجل أميرات [/color][color=#000000]يختلن بها [/color][color=#000000]على ضفاف[/color][/font][/color]
[color=#cc0033][font=arial][color=#000000]الأنهار الصافية. وإذ هن يقدمنها هدية لنا كتذكار بين الصديقات، رغم أنها طبيعية وأجلها قصير، تقبلناها بقمة الفرح[/color][color=#000000]وعلقناها في رقابنا نزهو بها[/color][/font][/color]
[color=#cc0033][font=arial][color=#000000]كمن في ثياب العيد، فاسترقنا بعض الوقت نريها لأمهاتنا ثم نعود. وهكذا يمر الوقت سريعا وينتهي يومنا ونحن نتجاذب اطراف الحديث،[/color][/font][/color]
[color=#cc0033][font=arial][color=#000000] نضحك ونغني، وكأننا في جنة عدن،[/color][color=#000000]فنودع بعضنا على أمل لقاء آخر يجمعنا..وتتكرر لقاءاتنا الحالمة لكن مع مرور السنين،[/color][/font][/color]
[color=#cc0033][font=arial][color=#000000] تفقد نكهتها تحت وطأة الحزن والألم. فقد ا نفرط طوق الياسمين، وكل عام تذبل زهرة منه ملوعة قلوبنا بالآنين.. [/color][color=#000000]حتى آتى يوم[/color][/font][/color]
[color=#cc0033][font=arial][color=#000000]وذبلت زهرة أخرى [/color][color=#000000]فتساقطت دموعنا قطرات ندى تروي الأرض السمراء، [/color][color=#000000]مختلطة بالدماء الطاهرة لصديق الطفولة [/color][color=#000000]العزيز " جمال" [/color][/font][/color]
[color=#cc0033][font=arial][color=#000000]إثر حادث مفجع، [/color][color=#000000]حين دهسته سيارة بسرعة البرق وهو يعبر الشارع عند الغروب، بعد ان سلم علينا مودعاً [/color][color=#000000]إيانا كالعادة على أمل اللقاء!!![/color][/font][/color]
[color=#cc0033][font=arial][color=#000000]لكنه كان الوداع الآخير... رحل من جمعنا بالسراء والضراء، وكان سبب مرحنا وفرحنا، من أسمعنا أجمل القصص، وعلمنا فقه الحياة...[/color][/font][/color]
[color=#cc0033][font=arial][color=#000000] فقد كان أكبرنا والأخ الطيب الحنون لنا جميعاً.. رحل من حَضننا و رعانا بكل الحب لتحضنه بحب أكبر أرضاً طيبة جمعتنا في الحياة..[/color][/font][/color]
[color=#cc0033][font=arial][color=#000000]وستجمعنا يوما ما في الممات.. لكن دون شجن وحنين.. ودون طوق الياسمين!![/color][/font][/color]
[color=#cc0033][font=arial] [/font][/color]
[color=#cc0033][font=arial]تمت بحمد الله.... معكم في دروب الابداع ونور القلم[/font][/color]
وِطِنَے
