في فترة المراهقة قد يقدم الفتيان أو الفتيات على بعض التصرفات الطائشة أو المتهورة أوالأنانية دون أن ينتبهوا أو يدركوا أنها كذلك، بل يظنون أن ما يفعلونه هو ما يضمن لهم الاستقلال والتعبير عن الشخصية الواثقة بنفسها، والقادرة على تسيير أمورها بنفسها دون الاستماع لآراء الكبار أو الرجوع إليهم في أي تصرف، أو حتى استشارة الأصدقاء أو الإخوة. قد يكذبون، أو يخفون بعض الأمور الكارثية أو يتورطون في مشاكل كبيرة ويسيئون استغلال الثقة والحرية الممنوحة لهم من الآخرين.
مثل هذه التصرفات تُوقِع المراهقين معظم الوقت في كم لا بأس به من سوء التفاهم أو الخلافات مع أحد الوالدين أو كليهما، أو صديق مقرب، أو أخ. وينتج عن ذلك إحساس الآخرين بفقدانهم الثقة في المراهق، ووجود ما يشبه الحاجز النفسي بينهم وبينه... هل يحدث ذلك معكِ أحيانا، ثم تكتشفين أن ثقة الآخرين بك أمر مهم للغاية لقيام أي علاقة جيدة ومتينة بينك وبينهم؟
هنا يكون أول ما يجب عليك فعله حتى تعود علاقتك طبيعية وجميلة مع أي شخص مقرب لك، هو أن تعملي بكل ما أوتيت من قوة وذكاء لاستعادة ثقة ذلك الشخص بك مرة أخرى. وإليك بعض الخطوات لمساعدتكِ في هذا الشأن:
الخطوة الأولى: الاعتراف بالخطأ
لا تتركي كبرياءك وغرورك يقنعانك بأنك لم تخطئي في شيء، بل لابد وأن هناك خطأ ما حدث على أي مستوى، ورآه الجميع، لكنكِ الوحيدة التي تنكره. فكري جيدا إلى أن تدركي خطأك، ثم تحلي بالشجاعة الكافية لتعتذري للشخص الذي أخطأت في حقه (كذبت - أخفيت بعضا من الحقيقة - تصرفت دون إذن والديك - تجاهلت نصيحة أمينة). اشرحي الموقف للطرف الآخر واعترفي بالخطأ الذي وقع، ثم اعتذري عنه بصيغة مهذبة وواضحة، ثم تعهدي بعدم تكرار ذلك في المستقبل، لأن هذا أمر مهم جدا في مرحلة إعادة بناء ثقة الآخرين بك.
الخطوة الثانية: كوني صبورة
لا تتوقعي أن تعود الأمور لسابق عهدها مع الطرف الآخر بمجرد الاعتذار والتعهد بعدم خيانة ثقته بك مرة أخرى، فهذه الأمور رغم أهميتها، إلا أنها في النهاية مجرد كلمات، تحتاج إلى وقت ومجهود من جانبك لإثباتها بشكل عملي. لذا لا تضغطي على الطرف الآخر بشكل متواصل ليسامحك ويعاود الثقة بك، واستعيني بالصبر إلى أن يأتي الوقت المناسب.
الخطوة الثالثة: قول يتبعه عمل
حتى يأتي الوقت المناسب بسرعة، ويشعر الطرف الآخر بالقدرة على التسامح معك، ومنحكِ فرصة جديدة لتثبتي جدارتك بثقته، عليك أن تعملي بجد لتثبتي له أنك كنتِ بالفعل تعنين اعتذراك وتعهداتك. عليكِ أن تفي بوعدك ولا تكرري أخطاء الماضي مرة أخرى. عليكِ أن تتصرفي بشكل مختلف يثبت حدوث تغيير في أسلوب تناولك للأمور. وتأكدي أن الطرف الآخر يراقبك جيدا، ويتمنى لو يجد منك ما يسره، وهنا قد تعود العلاقة والثقة بينكما أقوى مما كانت في أي وقت مضى.
الخطوة الرابعة: حافظي على ما حققتِ من نجاح
هل تحقق لكِ ما كنت ترغبينه؟ هل عادت العلاقة الجميلة المتينة بينك وبين والديك أو صديقتك المقربة أو إخوتك أو معلمتك؟ لابد وأنكِ تشعرين بالسعادة لذلك، لكن عليكِ الانتباه جيدا في المستقبل، والثبات على التصرف بإيجابية، والحرص على عدم التفريط مرة أخرى في الثقة التي حصلتِ عليها من الطرف الآخر، فهو قد يتسامح مرة ويعفو تماما عما جرى في الماضي، لكن لو تكرر الأمر، وعدتِ لخذلانه وخيانة ثقته الغالية بك، سيصبح من الصعب جدا إصلاح ما سينكسر في المرة القادمة، لذا كوني على حذر، ولا تستخفي أبدا بالأمر مع مرور الوقت.