السعادة هي طريقة في الحياة، ونظرة عامة تغلب عليها مكونات كالتفاؤل، والشجاعة، والحب، الإشباع، بحيث نستطيع الاستمتاع بكل يوم من أيام حياتنا بغض النظر عما يحدث.
ولكن هناك عدو يحول بيننا وبين السعادة وهذا العدو هو الخوف، الذي هو في الحقيقة استجابة قائمة على أساس بيولوجي، تأتي من منطقة سفلى من الدماغ، وهو آلية من آليات البقاء، تمكننا من الاستجابة السريعة بمجرد ظهور علامات تهديد؛ وبالتالي إذا أردنا تحقيق السعادة علينا التخلص من مخاوفنا، وتعزيز قوتنا. ونحتاج لعمل ذلك مساعدة وظائف دماغنا على العمل من مكان أعلى من الدماغ الأسفل، أي من أفكارنا، ومن روحنا حتى نستطيع السيطرة على آليات البقاء البدائية.
تأخذ هذه المخاوف أشكالا مختلفة منها الغضب، والتشاؤم، والقلق، والاكتئاب، والشعور بالعزلة، ولكن مهما كان الشكل، علينا التغلب عليه، واستبداله بصفات تبعث على الراحة، وعلى السعادة.
ما يجلب السعادة كثير، ولكن من أهم السمات الحب، والتفاؤل، والشجاعة، والشعور بالحرية، والإنتاجية، والأمان، والصحة، والروحانية، والإيثار، ووجود رؤية أو منظور، والحس الفكاهي، ووجود هدف في الحياة.
فالحب هو ينبوع السعادة، الذي يقع في مقابل الخوف، في مواجهة مستمرة، لا تنتهي. ولهذا يكون الحب بمختلف أشكاله- حب الناس، أو حب العمل، أو سواهما- مهم جداً للنمو والازدهار. وبالتفاؤل، نستطيع تجاوز الأحداث المؤلمة في حياتنا، ورميها وراء ظهورنا، بعد أن نتعلم منها؛ كما يساعدنا التفاؤل على التخلص من الندم على ما فاتنا، والتحلي بثقة فيما هو قادم.
ومن ميزات الشجاعة، القدرة على التغلب على مشاعر الخوف، والشعور بالحرية المتمثل في القدرة على الاختيار. فنحن نحتاج إلى الشجاعة لنمارس حقنا في الاختيار، ومنه نحصل على شعور بالقوة.
أما الإنتاجية، فهي تمكننا من تشكيل مستقبلنا، بدلاً من انتظارنا للناس، أو الأحداث لننال السعادة. كما يتضمن الشعور بالأمان أن نتقبل أنفسنا، حتى يصبح لدينا شعور باطني بالثبات والتأكيد، في وقت يتغير فيه كل شيء من حولنا؛ وهذا الشعور بالأمان يأتي من داخلنا، وليس من عوامل خارجية كالشهرة أو المال.
الصحة الجيدة أيضاً مهمة أيضاً، للشعور بالسعادة، وتلعب السعادة دورا في استمرار شعورنا بالصحة والحيوية. وكذلك الحال بالنسبة للروحانية، التي لا تعني بالضرورة ممارسة الطقوس الدينية، حيث يكفي التفكير فيما هو أبعد من الحياة اليومية.
تأتي السعادة أيضاً من الغيرية، أو الإيثار الذي يجلب الشعور بالرضا، وبالارتباط بالآخرين، والإحساس بوجود هدف، وهو ما ينبعث من العطاء، فالذي يؤثر غيره يستأنس بالناس، ولا يستغرق في نفسه.
ويفيد أن تكون لدينا رؤية، ترتيب أولوياتنا، والتمييز ما بين ما هو مهم حقاً، وما هو غير مهم؛ وبين المشكلات الحقيقية، وتلك البسيطة التي لا تستحق العناء؛ كما تمكننا الرؤية من وضع الأمور والمشكلات في مكانها داخل السياق العام، أو الصورة الأكبر، فلا نعطيها سوى حجمها الحقيقي. ويساعد الشعور بالمرح، والحس الفكاهي في تخطي مواقف الحياة الصعبة؛ فعندما نضحك - وإن كان ضحك شر البلية- نكون في وضع أفضل. وأخيراً، يمنحنا الشعور بوجود هدف في حياتنا معنى نعيش من أجله، وفي ذلك الكثير من الشعور بالرضا.