أمي الحبيبة أهديك هذه الأنشودة الرائعة
أنت أحب الناس إلي ******** أنت أعز الناس علي
أمي انت حياة الروح ******** انت الاغلى من عيني
قلت لها : يا نبع الحب ******** إسمك مطبوع في قلبي
يملأ عمري بالأحلام ******** يسقيني كالماء العذب
قلب الأم وما أسماه ******** ما أطهره ما أصفاه
ما أكرمه ، ما أرحمه ******** فتبارك رب سواه
أنت أحب الناس إلي ******** أنت أعز الناس علي
أمي انت حياة الروح ******** انت الاغلى من عيني
إني أسمع صوت النجم ******** يشدو في الأمس وفي اليوم
خلف صغير راح يغني ******** أغنية في حب الأم
فرحت أمي حين رأتني ******** أقطف زهرا حلو اللون
وأنسقه واقدمه ******** بين يديها ذكرى مني
أنت أحب الناس إلي ******** أنت أعز الناس علي
أمي انت حياة الروح ******** انت الاغلى من
عيني
عشت وطبت ودمت فأنت ******** بهجت أيامي قد كنت
قلبك بالرأفة معمور ******** أمن الرحمة انت خلقت
حبك يبن ضلوعي يكبر ******** يا ينبوع الحب الأطهر
يا من وهبتني عمرا ******** يسقي عمري حتى أزهر
أنت أحب الناس إلي ******** أنت أعز الناس علي
أمي انت حياة الروح ******** انت الاغلى من
عيني
طال بي شوقا اليك يا امي
وكان الجو قد اختلطه هدوء في حوماته ،وذهب شباب النهار، وتوغل في شيخوخته المعتاد، واختبأت اجسام الناس في عرائنها، والتجأت قوة الرياح الى الانحطاط، وتتناعس اغصان الاشجار مشيرة الى الالتحاق بموكب النائمين، وغابت مسامرة الرفقاء عن جنباتي، استصحبت مع القلم ليكون لي مسامري الذي لا يمل صاحبه، هو ذاك الانسان شخت الخلقة، نحيف القامة، يعبر عن المكامن في النفوس، يتكلم بلا صوت يُسمع، مطواع لصاحبه، بدون تردد وارتياب ...ما احسن منه رفيقا واصدق منه قيلا!! وفي تلك اللحظة كنت في معزل عن الناس الى حدما فتوخيت الى كتابة ما في وجداني من آهات الشوق والحنين لأمي، كي لا يصل الشوق في مرحلة الغليان.
ولما اقتعدت غارب الاغتراب ،وفارغت عن الاهل والاحباب ، ورمتني الظروف -بقضاء الله - الى ارض الغربة والعزلة عن الزملاء والرفاق ،وانتظمت في سلك المغتربين بعد ان كنت في سلك الحاضرين، وطمحت الى الاعتزاء والانتساب لاصحاب الهمم السامية الذين سافروا لاكتساب العلم من خارج الوطن لمواصلة دراستهم الجامعية، فلم افتكر يوما من الايام ان تسقط في قلبي قطرة الشوق الى الاخدان والزملاء ،والاخوة والاخوات، والابوين ،وكل الاقارب، ولم يخطر في بالي لحظة - بقدر الله- ان تمجّ اصابعي لعابا من الكلمات اللهفية وجمل حنينية ولكن كلنا على قدرالله سائرون وكان قدر الله مفعولا !!!
وبعد عامين من الاغتراب تقريبا، شرعت سفن الاشواق ترسو ميناء قلبي ،واخذت ينبوع ذكرياتي تتدفق، وطفقت ازهار حنيني تتفتح ،احسست انه من الضرورة مكافحة تلك الاوضاع باي وسيلة كانت، واحتلبت ضرع قريحتي في كيفية وصول للحل النهائي ولم اجد ما يطفأ غليلي ويعالج علتي الا باسترفاق اليراعة واصطحاب الكتابة لتبديد آهات الزمان والانين، وارحة البال من البلبالة الشوق، وتقطير جرعة الفرح في القلب المكتئب، وتوجيه البوصلة التائهة الى القبلة الهادية .
وما اكثر الورى مثلي الذين تقودهم الاشواق الى محبس الحزن والاشتياق وتلعب بهم الذكريات ليل نهار ولايجدون مايسدّون بفجوة الذكريات الا بتسجيل الحروف في الورقات واستملاء الفؤاد ما تبقى من الآسار في شريط الذكريات.
فهنيئا لمن وفقه الله على حياة والديه، وسعى لمبرّتهما ، وحرص على سعادتهما ،ولبى دعوتهما ،وجعل طاعتهما نصب عينيه- مالم تكن في معصية جابل الانام - وخدم لهما لمرضاة رب العالمين ودخل بذلك جنة الرحمن !!!
فها انا اليوم اتقلب في تصرفات الدهر ما بين مرارة الحياة وحلاوتها واعيش في منأى عن ابوي ،واتذوق كاس الشوق والحنين...وانفلاتا من فبطة الأنين وسطوة الحنين اخوض عالم الاشواق مع امي ودرب حياتي لاعبّر عما في وجداني من ذكرياتي مع امي ليشارك معي في ذلك كل من انأته قوس الظروف من الوطن الى شفا الاغتراب!!!
وها انا اخاطب مع امي بصوت خاشع ينفصل من صميم قلبي ومزيج من مشاعري لاخمد بها شرارة شوقي:-
اشتقت الى احتضانك في حجرك الدافئ في الايام الممطرة وحنينك الدؤوب الذي جبل الرحمن في فؤادك ونسماتك الجميل التي تطوف في اوصالك الحليم وكلماتك المبثوثة في قلبى ايام طفولتي التي سجلتها في شريط ذاكرتي وعبارتك العطرة التي تفوح من بين شفتيك المزدانتان باحلى الجوهرات لاهل الدثور .....ويزدادني الحزن لما قارقتك واعتزلتني الظروف من استئناسك المريح ونوالك الغزيرة ...عجز القلم ان يسفك دم من الحروف، لك يا امي مالك و ماعجزعن القلم!!!
يربو شوقي عندما أتذكر وجهك المبتسم كأنه هالة قمر إنبثق منها شعاع يضيئ الافق وتجتذب إليه النفوس وتتلهف القلوب الى رؤيته وتستأنس العين مع مداومة النظر اليه وكنت أشعر الوحشة عند غيابك وكنت اسئل عنك هل جاءت ام لاتزال غائبة ؟ لهفة عليك !! ويجتمع ويحف الاولاد بحولها حين مكثها في البيب كانها قصعة استدعى لها الجائعون !! ولا يسعني الا ان اقول دام الله عمرك يا امي على الخير والطاعة!!
وكيف انساك او اتناساك أنت التي سهرت ليالي حالكة الظلمة لأجلي واحتالت بكل وسائل لحياتي ، حملتني في بطنك شهورا ؛ متحملة كل الآلم التي تقاسينها ومتسلية نفسك بأن الوجع سينكشف يوما ما وان مع العسر يسرا وان الكرب مع الفرج ،ف ان القلب ليهتز لما تنساب هذه الذكريات الى راسي ... والقلم يرفض ان يفيض لكتابة ذكرياتك يا امي!!
أطال الله حياتك على مرضاة الله يا امي!!
وتنثربن كلمات ممزوجة بالعطف والرحمة ، ويرتاح بهن القلب العليل ،وتستقر الاجسام التي انهكته الشواغل الدنيوية ، وتقطرين البال التائه جرعة الرجاء والأمل، وكلما ألقيت الي لفظة وانا في كابوس الطوائح تدب في شراييني ألوان من الافراح والسرور ، وكم اشتقت اليك يا امي!!
جزاك الله عنا كل خير يا امي !!
انت الحياة يا امي ، ولاتستقيم سير الحياة إلا بك ، كيف لا ، وانت التي ساندتني على نموي ومسكت بيدي كي لا اتخبط في المشي على الارض، وصبرت لاجلي في كل أطوار حياتي على كل الحالات في السراء والضراء ، وهل لهذه الأعمال النبيلة والصفات الطيبة من جزاء نؤديها يا امي !! ولا أملك لك شيئا إلا أن اقول : رب اغفرها وارحمها كما ربتني صغيرا!!
انت التي مددت الي يدك العطوفة وانا أحبو لا قوم ، فترة يمر بها كل ذي روح على وجه البسيطة ، ولقد لعبت في حجرك المتواضع الذي يلعب بها كل طفل ، مضغت لي اللقمة في فمك الذي يحتضن عن اسنان منضود !! ، وتمر بي هذه الذكريات الجميلة بين يدي عيني وانا أراها في تلك الحالة!! ما اجملها وأرقاها في مثل هذه المرحلة !!
وليس لي إلا أن اقول : امدك الله حياة ترضي ربنا .
وبفضل خالق الوجود ، ثم بفضلك يا أمي!! عشت في الوجود ، لأتقاسم الحياة مع العباد ، ومنك تعلمت انه لا يستحق العبادة في الوجود الا من يستحق السجود !! وأسأله ان يمنّ عليك يا أمي كل الفضائل المحمود ة وحتى يوم التناد!!!
يكاد يتفطر قلبي شوقا إليك ،وتنتابني ألم الفراق منك ،وتجابهني أمواج مضطربة من ذكرياتك ، أيام كنت ترفعينني الى الأعلى تارة والاسفل تارة اخرى ، خلقا في قلبي روح العطف والتسامح ، انت أمي لا تنفك سجاياك النبيلة من شريط حياتي ، مطبوعة في دفتر ملحوظاتي ، وغني لتعروني ذكراك هزة يا امي!!
اطال الله حبل حياتك في نيل رضا الله !!
واني لتزورني عباراتك النبيلة وألفاظك الممتعة وكلماتك المستملحة ، لما استلقي على السرير واتململ على الفراش ، لم لا ! انت التي طبعت في شرايين أوصالي حروفا مختومة على ربوع قلبي كي لا تنفك يوما من الأيام وهي التي جعلت تراودني الذكريات صباح مساء!!
انت يا أمي من علمتني معنى الحياة بكل اشكالها وانماطها !
حباك الله ما صدحت الطيور على أغصان الأشجارعمرا فيه كل الخير!
زرعت فؤادي شجرة جذرها الايمان ، وسقيتها ماء العطف والرحمة ، حتى نامت وافرعت اغصان التسامح والمثابرة ،واثمرت ثمار الإخاء والتواصل مع الناس بإخلاص وصفاء النية ، ثم اينعت الثمار فقطفها الناس محبوبة ومرغوبة عند هم !! كيف لا يكون ذلك لانه اذا صلح الأصل صلح الفرع والعكس الصحيح !! انت الاصل وانا الفرع !!
انت يا أمي تستحق ثنائي و مدائحي ! أثابك الله بكل خير!
تمر الأيام بي وحنيني يزداد كلما تذكرت تلك الأيام التي عشت في كنفك يا أمي ومعاملاتك السمحة واخلاقك الشائيقة ومداخلاتك الجذابة مع الناس !! انت أمي ستقرّ عيني برؤية وجهك المبتسم الجميل اذا كان للروح بقية ان شاء الله!!
امدك الله عمرك على طاعة رب العباد!!
ولم يخطأ من سماك حليمة حيث تنشرين حلمك وعطفك بين أولادك وتعلمين إياهم تحت الشجرة الوارفة الظلال ناصحة لهم بث التسامح والحلم بين الورى لاخماد نار الغل والحقد في الدنيا الدنيئة !!
وكانت أسارير وجهك تنبثق منها ملامح الابتهاج كلما لا حظت عيناك أشبالك مترامين اهداب الحديث وتلمع من جبهتك آيات الهناء عندما وقع سهم كريمتيك الى مسرة اولادك !!
وأخيرا فان التعبير عن المشاعر لايمكن سردها في مقال واحد واستفراغ عما في الضمير لا يستطاع فعلها لأن في ذلك شيئا من المستحيل كما لو قلت اغتراف مياه البحر مرة واحدة واخلائها فهذا مستحيل فوق المستحيل!
وهذاالمقال عبارة عن هدية لكل أمهات والأخوات
نِقِآِطِے
