لا تقف وحدك في الريح لا تجلس هنا
لم تكن أرضك هذي الأرض حتى تتخذها سكنا
ورقٌ من دفتر الذكرى و حبرٌ أخضر اللون
و فرشاتٌ عليها لمسة الحزن ستكفيني
إذا شئتُ .. بأن أخلق منها وطنا
عد إلى الداخل ..
سافرْ في المدى الأزرق
لا تعبأ بمن خلفك
إنْ جاءوك أهلاً بالأولى جاؤوا و إنْ ماتوا
فدعهم لهم الله
و إنْ لم يعبأ الله بنا
يكبر الحزن إلى أقصى المسافات
و يخبوا كلّما امتدّ بنا العمر
ولا ندري متى يفجعنا
روح عصفور على كفّي ..
و أخرى في البساتين
و بعض من أماني الورد
شيء من بقاياها
و غصنٌ يابس العود
هي الدنيا إذا تنثرنا دوماً على الدرب
و لا تجمعنا
عد إلى الداخل و انظر للمدى فيك
وراقب نبتة تنمو على عزف العصافير
أغانيها الورود الحمر .. و الأوراق ما يسقط
أنغاماً و يهوي فننا
لا تقف وحدك للريح لا تجلس هنا
قد سكنا الأرض أعواماً
و ما زلنا على الحلم بأنْ تسكننا
خارج الحلم ضجيجٌ يملأ الشارع
أصوات رصاص يقذف الموت
و أشلاء الضحايا
و دمٌ يخرج من أشلائنا
و سماء تمطر النار
سجون تحبس الحب
و تغتال بلا ذنب عملناه
بقايا الروح في عزتنا
خارج الحلم أنا الواقف
عند الريح
لكن داخل الحلم
أنا لستُ أنا
لا تقف وحدك للريح لا تجلس هنا
راقت لي القصيدة ونقلتها لكم