الثقة
كلمة غالية
وما أغلاها من كلمة
لسنوات طوال ونحن نكرر هذه الكلمة بل و نمنحها لأشخاص
ربما لا نعرفهم حق المعرفة فلا يعدون إلا مارقون بطريقنا صادفناهم
نقترب منهم و للوهلة الأولى نعتقد أنهم محل لثقة فما نلبث حتى ندير ظهورنا
ونمضى بعيدا بعد أن تزاحمت سيل من القناعات المشجعة
لتسليم ثقتنا لهم
ليس من السهل أن نزرعها فى غيرنا
وليس من السهل أن نمنحها لغيرنا
الثقة لا تأتى إلا من الصادقين و الأمناء
فكل صادق و آمين هو محل لثقة
ولأن ليس كل القلوب طاهرة
وليس كل الأيادى آمينة
وليس كل النفوس عظيمة
ولا كل الأرواح كبيرة
تتحول
رياض الثقة التى منحناها لغيرنا جهلا منا بحقيقة معادنهم إلى رماد بعد
إشتعال نار أحرقت جميع مافى تلك الرياض من أزهار و أشجار و أرض مخضرة يانعة
أى نفوس تلك التى تخون الثقة وكأنه لم تموت وتستميت لتحصل عليها
الثقة غالية و لا تقدم إلا للغالين فتنبه و أفحص معادن الناس وأختبرهم قبل أن تمنحهم
ثقة لا يعرفون معناها ولا يقدرون ثمنها و يجهلون علو مكانها
مؤلمة خناجر الغدر حين تغرس فى ظهورنا بحر من الدموع لا يكفينا لنسيان آلمها
ولا آهات بحجم السماء أن تشفى جرح خيانة الثقة الغائر فلا مضى للسنين
ولا أفراح الزمن تعيد ما سلبته أيدى أعتقدنا أنها أمينة وسلمنا آرواحنا لها طواعية
وظننا أنها آبار لا قرار لها لتحفظ أسرارنا أكثر من قلوبنا التى فى جوف صدورنا
سحقا لهذه الكلمة كم عذبتنا
**************************************
في اخر الموضوع راح اطرح عليكم ثلاث اسئلة ارجو تجاوبوا عليها
1-هل فعلا ماتت الثقة في زماننا
2-كيف لنا ان نزرع الثقة في قلوب من يستحقون
3-لماذا تساهلنا في منح الثقة لغيرنا
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^