الحمد لله الذي جعلنا مؤمنين موحدين من أمة سيدنا محمد خير
المرسلين والصلاة والسلام على النبي المجتبى والرسول المصطفى وآله وصحبه
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أيها الأخوة والأحباب، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.قال الله تعالى:
{واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم
أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار
فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون ولتكن منكم أمة يدعون إلى
الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون}.
يسرنا أن يكون لنا إطلالة على الماضي وقراءة في صفحات التاريخ حيث نجد
الدروس والعبر في تاريخنا الإسلامي الذي أشرقت فيه أنوار النبوة ودونت
عطاءات أبطال الإسلام قصص بطولة ومجد وزخرت أخلاقهم بمعاني الألفة
والاخوة وأينعت زروعهم ثمار نصر وعزة وكرامة. لقد كان أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل إسلامهم قبائل متنافرة وقلوباً متباغضة
ثم جاء الإسلام فدخلوا فيه ونهلوا من علومه وتنوروا بأنواره وتأدبوا بآدابه
وأصبحوا بنعمة الله إخواناً يتناصحون ويتباذلون وكالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو
تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
ونحن اليوم أيها الاخوة لا بد أن نكون كهؤلاء الرجال الرجال رضوان الله عليهم فقد جمعنا
الإسلام ونحن بنعمته إخوان في الله وعلينا أن نقوي الروابط التي بيننا حتى يقوى صفنا
ويشتد عزمنا ويعظم أمرنا ونتشارك في البناء والعطاء فلبنان بحاجة إلى سواعدنا وجهودنا وتعاوننا فيما بيننا.
إن الذي يفرق فيما بين المسلمين ليس الدين فالدين يجمع ويوحد وإنما الذي يفرق بينهم الميل
مع الأهواء والتعصب الأعمى وكم نحن بحاجة إلى أن نتمسك بالدين ونطبق أحكامه ونحذر
الذين يتصدرون للمشيخة بإسم الدين زوراً وكذباً
ويصدرون الفتاوى التي ما أنزل الله بها من سلطان.
إن المشكلة سببها هؤلاء وليس سببها التحذير منهم بل التحذير منهم أمر مطلوب لأنهم يضعون السم
في الدسم ويسممون أفكار الناس ويحرفون دين الله وعلى سبيل المثال قال أحدهم ذات يوم والعياذ
بالله مفترياً على الأمام علي أن الأمامَ عليّاً
رضي الله عنه وأرضاه قال لأناس كفار: "إننا لا ننهاكم عن الكفر بل نأمركم به" انظروا
إلى هذا القول الخبيث حيث نسب إلى الأمام علي قولاً
كفرياً وجعل وظيفة الداعي إلى الله الأمر بالكفر بدل النهي عنه وهذا قول خبيث كفري وافتراء
على سيدنا علي رضي الله عنه وتحريف للدين.
إن التحذير من هؤلاء أمر مطلوب ونحن نحب لهم أن يهتدوا ويصطلح شأنهم
ولكن إن أصروا على تحريفهم للدين لا نسكت عنهم لأنهم خطر على المسلمين
خطر عليكم وعليكم أن تحذروا هذا الخطر وتبتعدوا عنه. أيها الاخوة، لقد نهانا
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العصبية فقال: "دعوها فإنها منتنة".
وقد دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم لاتباع الحق وعدم التكبر عن قبوله حتى ولو كان قائله
اصغر منا سناً كما أن الله عز و جل يأمرنا بأمر عظيم ذكره في قوله تعالى في القرءان الكريم:
{وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}.
نرجو الله العلي القدير أن يوفقنا لما فيه خير المسلمين ومصلحة الوطن وأن يجمعنا
في هذه الدنيا على العمل الصالح وفي الآخرة في جنات النعيم مع النبيين والشهداء
والصديقين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.