الكولوسيوم [6] أو الكوليسيوم أو الكلوسيم أو ما يسمى المدرج الفلافي (باللاتينية: Ampatrum Flavium) و(بالإيطالية: Anfiteatro Flavio أو Colosseo)،[7] هو مدرج روماني عملاق يقع في وسط مدينة روما،[8][9][10] تم تشييده إلى شرق المنتدى الروماني، ويرجع تاريخ بناءه إلى عهد الإمبراطورية الرومانية في القرن الأول فيما بين عامي 70 و72 بعد الميلاد تحت حكم الإمبراطور فلافيو فسبازيان،[11] وتم الانتهاء منه بشكل أساسي عام 80 في عهد تيتوس،[12][13][14] إلا أنه قد أضيفت له بعض التعديلات في عهد دوميتيان.[15] تم بناء المدرج الأكبر في العالم من الخرسانة والحجارة،[16][17][18] ويعد المدرج بمثابة العمل الأكبر الذي شيدته الأمبراطورية الرومانية، حيث يعتبر واحدًا من أعظم الأعمال المعمارية والهندسية الرومانية.[8] وطُبعت صورة الكولوسيوم على قطعة الـ5 سنت من النسخة الإيطالية.[16][19]
سمي الكولوسيوم بالمدرج الفلافي تكريمًا لسلالة الأباطرة الفلافية التي أنشئت هذا المدرج، وأطلق عليه فيما بعد اسم الكولوسيوم نسبة إلى تمثال نيرون الضخم الذي كان يقع بجانبه.[20][21][22] كانت الساحة تستخدم في قتال المصارعين والمسابقات الجماهيرية[23][24] مثل المعارك البحرية الصورية وصيد الحيوانات[25] والإعدام[26] وإعادة تمثيل المعارك الشهيرة والأعمال الدرامية التي كانت تعتمد على الأساطير الكلاسيكية،[9][27] حيث يتسع من 50.000 إلى 80.000 شخصًا في المدرجات المكونة من ثمانية صفوف.[28][29] كان يجلس في المقدمة بالقرب من الساحة الرملية الإمبراطور وأعضاء مجلس الشيوخ، بينما كان يجلس في الأعلى الطبقات الدنيا من المجتمع.[30] استمرت مراسم افتتاحه 100 يوم، حيث شاركت فئات الشعب الروماني بأكمله في ذلك الحدث، ومات خلال ذلك الاحتفال العشرات من المصارعين والوحوش الذين ضحوا بحياتهم من أجل متعة وترفيه الشعب،[23] وقد ساعدهم البحارة في نصب الخيام التي كانت تقي المتفرجين أشعة الشمس القوية.[8] توقف المبنى عن الاستخدام للعروض الجماهيرية في العصور الوسطى المبكرة.[30] وفي وقت لاحق، أعيد استخدامه بوصفه مأوى ومصنعًا ومقرًا للنظام الديني وقلعة ومحجر. وتم استخراج مواد بناء وفيرة لبناء مبانٍ أخرى من تحت أنقاضه، إلا أن تحول بعد ذلك إلى مزار مسيحي، تكريمًا للأسرى الذين قتلوا خلال السنوات الأولى للمسيحية.[31] وقد ساعد هذا الإجراء على حماية المبنى من أعمال السلب والنهب وضمان صيانتها.
يقف الكولوسيوم بوصفه نصبًا هندسيًا دالًا على عبقرية الهندسة الرومانية، إضافة إلى أنه كان يعد بمثابة أداة قوية في التحكم في الحشود، بطريقة عرض مبهرة كانت تتماشى مع هيمنة روما على العالم.[28] على الرغم من تضرر الهيكل بشكل كبير بفعل الزلازل، إلا أنه دائمًا ما يُنظر إلى الكولوسيوم بوصفه رمزًا للإمبراطورية الرومانية ومثالًا شاهدًا على العمارة الرومانية. الكولوسيوم هو واحد من مواقع الجذب السياحي الأكثر شعبية في روما الحديثة، ولا يزال مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالكنيسة الكاثوليكية، حيث يترأس البابا درب الصليب في جمعة الآلام.[32][33] ويعد مركزًا تاريخيًا لروما والكرسي الرسولي لمناطق خارج الأقليم في إيطاليا. اُختير مدرجه موقعًا للتراث العالمي من قبل اليونيسكو في عام 1980.[34] وفي عام 7 يوليو عام 2007، أُدرج المدرج أيضًا ضمن عجائب الدنيا السبع الجديدة في العالم،[2][9] بعد مسابقة نظمتها مؤسسة عالم جديد NOWC.[16][35][36][37] كشف الكولوسيوم عن أكثر كنوزه الخفية عقب عملية تنظيف واسعة لمنطقة مغلقة منذ عقود، حيث كشف عمال النظافة عن جداريات حية بألوان نابضة بالحياة تعود لما يقارب 2000 عام.[38]
أصل الاسم[عدل]
المدرج الفلافي في بوتسوولي.
كان الاسم اللاتيني الأصلي للكولوسيوم هو المدرج الفلافي (باللاتينية: Amphitheatrum Flavium)، والذي أصبح يحمل نفس الاسم في اللغة الإنجليزية (بالإنجليزية: Flavian Amphitheater).[20] وتم بناءه من قبل أباطرة السلالة الفلافية الذين خلفوا نيرون.[39] ولا يزال الاسم مستخدمًا في اللغة الإنجليزية الحديثة، إلا أنه أصبح معروفًا بشكل عام باسم الكولوسيوم. وفي العصور القديمة، قام الرومان بالإشارة إلى الكولوسيوم باسم غير رسمي وهو (باللاتينية: Amphitheatrum Caesareum) أي المدرج القيصري، إلا أن هذا الاسم كان يحمل الكثير من الخلفية الشعرية،[40][41] حيث لم يقتصر فقط على الكولوسيوم؛ حيث أن فسبازيان وتيتوس قد قاما ببناء المدرج الفلافي في بوتسوولي.[42]
سمى الكولوسيوم بهذا الاسم نسبة إلى تمثال نيرون البرونزي الضخم الذي كان يقف منتصبًا بجانبه في شكل إله الشمس وبارتفاع 38 مترًا، بعد أن جره 12 فيلًا لإقامته في ذلك الموقع.[8][15] وقد قام خلفاء نيرون بتشكيل التمثال في وقت لاحق بمحاكأة نظيريه لكل من هلیوس وأبولو، وذلك بإضافة تاج الشمس المناسبة له. وقد تم استبدال رأس نيرو مرارًا بخلفاءه من الأباطرة. وكان نيرون قد فقد قبضته على السلطة، فقام مجلس الشيوخ آنذاك بإعلان نيرون عدوًا للدولة، وبدلاً من توجيه حكم الإعدام له، قام بالانتحارعام 68،[43] مخلفاً وراءه حالة من الإفلاس نتيجة بذخه الشديد والفوضى جراء الحروب الأهلية الكثيرة أثناء حكمه.[44] وتم تحطيم التمثال في القرن السادس بأمر من البابا غريغوري الكبير حين تنصرت روما وردًا على اضطهاد المسيحيين ثم إجبارهم على مصارعة الاسود.[8][34] وبنى بالقرب منه قوس النصر (قسطنطين) عام 315 تكريمًا لنصر الإمبرطور الذي بنى القسطنطينية،[45] والذي قلده الفرنسيون في قوس النصر بباريس.[8] وافتتح الكولوسيوم عام 80 بعد الميلاد في عهد الإمبراطور تيتوس، حيث أقيمت عليه دورة الالعاب الأولمبية الافتتاحية لمدرج فلافيان في العام ذاته، بناءً على أوامر الإمبراطور الروماني احتفاءًا بانتهاء بناء الكولوسيوم، وعرف المدرج باسم فلافيان.[20][34]
في القرن الثامن، نُسبت إبجرامة شهيرة لبيدا المكرم للاحتفاء بالمغزى الرمزي للتمثال،[46] وذُكر بها «مادام الكولوسيوم قائمًا ستبقى روما قائمة وحين تسقط روما سيسقط العالم بأسره. حين تتجول فى أنحاءه تشعر أنك كنت هناك يومًا ما شاهدًا على عظمة تلك الإمبراطورية الفريدة من نوعها، وستجد أن هذا الأثر الخالد يحدثك بمن مر عليه ومن بناه ومن كان فيه.»[47][48] غالبًا ما كان يتم الإشارة إلى الكولوسيوم باسم العملاق، كما جاء في قصيدة رحلة تشايلد هارولد للورد بايرون. وفي الوقت ذاته، فقد أشار بيدا إلى أن اسم المدرج المذكر قد تم تطبيقه على التمثال بدلًا مما كان معروفًا على المدرج الفلافي. ولم يسقط التمثال العملاق، وربما تم سحبه لإعادة استخدام البرونز المستخدم في تشييده. وفي عام 1000، تم اعتماد اسم الكولوسيوم للإشارة إلى المسرح المدرج. واندثر التمثال ذاته ولم يتبق منه غير قاعدته، الواقعة بين الكولوسيوم ومعبد فينوس وروما.[49][50]
تاريخ المبنى[عدل]
الكولوسيوم في النقش 1757 من قبل جيوفاني باتيستا بيرانيسي.
منذ تاريخ البدء في البناء وحتى الوقت الحاضر مر المبنى بالعديد من التطورات من حيث الاستعمال وأيضا الشكل المعماري للمبنى الذي تجلت به الهندسة الرومانية التي فتحت طريقة بناءه الطريق إلى استعمال مواد البناء التي لا نزال مستخدمة إلى الآن، فقد كان يعتقد أن الساحة كانت مغطاة بقبة سماوية كبيرة[51]. ويعد المبنى أشهر مثال للمسارح الرومانية على هذه الشاكلة، والتي تتميز بكونها كاملة الاستدارة أو بيضاوية تمامًا.[20] وظل المبنى مستخدمًا لمده تقرب من 500 عامًا في مجالات الأنشطة والمهرجانات والغناء والموسيقى وألعاب الخداع والهتافات وتوزيع الطعام والماء، وسجلت آخر ألعاب أقيمت به في القرن السادس، بعد التاريخ التقليدي الذي يعتقد بسقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية عام 476، حيث تم منع منازلات الكولوسيوم نهائيًا.[8] ومنذ ذلك الحين فقد تم استخدام المبنى لأغراض متنوعة ما بين كنيسة مسيحية ومقبرة للموتى. وخلال العصور الوسطى، تعرض البناء إلى أضرار كبيرة نتيجة لهزة أرضية أدت إلى انهيار جزء كبير من جداره الخارجي. وفي القرن الثامن عشر، زعمت الكنيسة الكاثوليكية أن المسيحيين الأوائل في روما قد تم تعذيبهم وقتلهم داخل حلبة الكولوسيوم ، وهو الأمر الذي أعطى المبنى أهمية دينية ساهمت في الحفاظ عليه.[30] أما في الوقت الحالي، فإن الكولوسيوم قد أصبح أكثر الآثار في روما جذبًا للسياح، حيث تحول من رمز للموت إلى رمز و أيقونة يستخدمها مناصرو إلغاء عقوبة الإعدام في العالم في تظاهراتهم واحتجاجاتهم؛ كما يتم تحويل إنارة الكولوسيوم من اللون الأبيض إلى اللون الاصفر خلال تنفيذ أي عملية إعدام حول العالم.[52]
المسقط الأفقي (مستويات مختلفة)
بنى القنصل الروماني تيتوس إستاتليوس توروس مسرحًا مدرجًا في عام 29 ق. م. وكان هذا البناء هو الأكبر حجمًا من نوعه في المدينة، مع كل المرافق اللازمة.[53] وقد دُمر هذا المبنى في حريق روما الكبير الذي دمر نحو ثلثي مدينة روما في عام 64 م،[54] فيما ظهرت الحاجة إلى وجود مدرج آخر للمدينة الرومانية.[55]
كانت قصة إنشاء الكولوسيوم دامية وعنيفة بقدر الأحداث التي حدثت في داخله، حيث امتدت سيطرة روما القلب الناضج للإمبراطورية الرومانية من بريطانيا في الغرب إلى سوريا في الشرق، مما جعلها أكبر إمبراطورية في العالم القديم. كانت العاصمة تحشد أكثر من مليون نسمة، وهذا الحشد من الناس كان مستاء ومتقلب ولتهدئتهم قام الإمبراطور ببناء أعظم مدرج في العالم.[56]
تعود قصة بناء الكولوسيوم إلى ألفي سنة في القرن ال 68 ق. م. حكم الإمبراطور السييء والطاغية القاسى نيرون روما وإمبراطوريتها، وعلى عكس نصيحة مجلس الشيوخ، فرض نيرون ضرائب باهظة ، إلا أن نظامه الضريبى قد أغضب الجموع في أنحاء الإمبراطورية. وكان يهدف ذلك المال إلى بناء بلاط ضخم في قلب روما وبرافته تمثال لنيرون بلغ ارتفاعة 38 مترًا. بدأ تشييد الكولوسيوم تحت حكم الإمبراطور فسبازيان فيما بين عامي 70 و72،[16] بتمويل من الغنائم المأخوذة من معبد يهودي بعد حصار القدس، الذي أدى إلى تدمير المدينة أثناء اقتحامها واضطرار تيتوس إلى تدمير الهيكل اليهودي أيضا بسبب تحصن الثوار اليهود فيه، رغم عدم رغبته في ذلك.[57] وكان الموقع المختار عبارة عن منطقة مسطحة على الأرض من واد منخفض .أمر الإمبراطور فسبازيان أن يقام هذا المدرج الجديد من نصيب عامة بلاده من الغنيمة. ويعتقد أن ذلك كانت للإشارة إلى الكم الهائل من الكنوز التي استولى عليها الرومان بعد انتصارهم في الثورة اليهودية الكبرى في 70 م.[58] وبناءً على ذلك، فإن الكولوسيوم يمكن تفسيره على أنه نصب للنصر العظيم الذي بني في التقليد الروماني للاحتفال انتصارات عظيمة.
يقف مبنى الكولوسيوم على منصة مرتفعة فوق المنطقة المحيطة به والمكونة من الحجر الجيري . أساس المبنى مكون من عدد كبير من حجر الطف،[61] بسمك 13 مترًا،[2] ويصف في خارج البناء سور من الطوب. تتكون دعائم الهيكل من كتل أعمدة من الحجر الجيري، متصلة بواسطة قضبان معدنية. محيط المبنى على شكل دائرة تصل إلى 52 م، ويبلغ طوله 527 م وارتفاعه 50 م، واستعمل فيه الحجر الجيري.[59] هو مبنى مؤلف من أربعة طوابق يحمل الطابق الأول أعمدة من النوع الدوري، أبسط وأقدم نوع من الأعمدة في الهندسة المعمارية الإغريقية، ويليه طابق تحمله أعمدة أو دبابيس من النوع الأيوني، نسبة إلى مدينة أيونيا اليونانية، ثم يليه الطابق الثالث الذي تحمله أعمدة من النوع الكورنثي، نسبة إلى مدينة كورنث التي اشتهرت قديمًا بالترف، وتزدان تيجان أعمدته بزخارف تشبه أوراق الأشجار، وله ثمانون مدخلًا على غرار ملاعب المدن الرياضية الحديثة.[8][34] أما الجزء الداخلي فيتكون من ثلاثة أقسام وهم المسرح المدور، مكان التنافس، والمنصة العالية ومقاعد المشاهدين، والتي تنقسم حسب طبقاتهم من الإشراف وأعضاء مجلس الشيوخ وبقية أفراد الشعب. وتأتى أهمية هذا المكان في مساعدة الملوك مع مرور الوقت في السيطرة على شعبهم بتوفيرهم الخبز للمأكل والرياضة للتسلية.[8][34]
القسم الخارجى[عدل]
مقطع عرضي لجزء من الكولوسيوم.
التفاصيل من الواجهة الخارجية.
الهيكل[عدل]
على عكس المسارح اليونانية التي بنيت في وقت سابق إلى سفوح الجبال، فإن الكولوسيوم هو بنية قائمة بذاتها كليًا. ويستمد تصميمه الخارجي وهندسته المعمارية الداخلية من اثنين من المسارح الرومانية القديمة. هو مبنى بيضاوي ضخم، يبلغ طوله 189 مترًا(615 قدم / 640 قدم الروماني)، وعرضه 156 متر، وارتفاعه 57 متر، ومحيطه 524 متر، مع مساحة قاعدتها 6 فدان (24،000 م²).[62][63] يبلغ ارتفاع الجدار الخارجي 48 مترًا، ومحيطه 545 مترًا. أما ساحته المركزية فهي بيضاوية الشكل، بطول 87 مترًا (287 قدم)، وعرض 55 مترًا(180 قدم)، وهي محاطة بسور خارخي يبلغ ارتفاعه 5 أمتار.[59] وللمبنى ثمانون مدخلًا على غرار ملاعب المدن الرياضية الحديثة،[15] حيث يحتوي على العديد من التصاميم المبتكرة والحلول الفعالة للمشاكل الراهنة، ذات اللون الفوسفور الوردي.[20]
وتتطلب الجدار الخارجي بشكل تقديري لأكثر من 100.000 متر مكعب من حجارة ترسبات الترافرتين الجيرية،[7] والتي تم ربطها فيما بينها بواسطة 300 طن من المشابك الحديدية.[49] ومع ذلك، فقد لحقت بها أضرار جسيمة على مر القرون، فقد انهارت أجزاء كبيرة منه جراء الزلازل المتعاقبة. فالجانب الشمالي من السور الخارجي ما زال قائمًا؛ حيث أن أوتاد الطوب الثلاثي المميزة الموجودة بنهاية كل صف ما هي إلا إضافات حديثة، تم بناءها في أوائل القرن التاسع عشر لدعم الجدار. أما الجزء الخارجي المتبقي إلى اليوم من الكولوسيوم هو في الواقع الجدار الداخلي الأصلي.[49]
أما الجزء المتبقي من المبنى من واجهة الجدار الخارجي فإنه يضم ثلاثة طوابق من الأروقة المعمدة، وتعلوهم المنصة، التي تقف على العلية.[20] وتم تأطير هذه الطوابق بأنصاف الأعمدة من النظام التوسكاني والأيوني والكورنثي، فيما وتزدان تيجان أعمدته بزخارف تشبه أوراق الأشجار من النظام الكورنثي.[64] مع تأطير أقواس كل من الأروقة المعمدة في الطابقين الثاني والثالث بالتماثيل، وربما كان ذلك بمثابة نوعًا من التكريم الألهي والشخصيات الأخرى من الأساطير اليونانية الرومانية.[65] فيما يشكل الطابق الرابع الجدار الصلب، مدعومًا بأروقة معمدة تقوم عليها الأقواس. وتم فتح أربعين نافذة مربعة صغيرة في أجزاء عدة من الجدار الفاصل، حيث كانت واحدة بين كل لوحين حجريين، مع وضع ثلاثة رفوف بارزة فوق مستوى النوافذ لكل جزء من الذين تم تكوينهم من الأقطاب الخشبية التي كانت تستخدم في الفتح والغلق، مع قيام بحارة الأسطول بنصب الخيام التي كانت تقي المتفرجين أشعة الشمس القوية.
القسم الداخلي[عدل]
صورة بانورامية للكولوسيوم من الأعلى.
نظام الإدخال[عدل]
عرض من الكولوسيوم من قوس قسطنطين، مربع الكولوسيوم.
كان لكل مسرح روماني بابان رئيسيان يدخل من أحدهما المتصارعون، ومن الآخر كان يتم الالتقاء بجثث من يسقط منهم وبجثث الحيوانات الضارية المشاركة في العرض. وقد أبدع المهندسون الرومان في تشيد الكولوسيوم بسعة لم يعهدها التاريخ من قبل، كان حيث يسع المسرح المدرج البيضاوي الشكل من قرابة 50.000 إلى 80.000 متفرجًا وكان يُسمح لهم بالدخول والخروج في سرعة ونظام فائق عبر الأقواس الثمانين الموجودة في الطابق الأرضي،[61][66] والذي كان يؤدي كل منها إلى درج يتصل بسلسلة من الممرات التي تقسم المدرجات وتؤدي إلى كل منها، ومن ثم إلى المقعد المحدد. وباستثناء الأقواس الأربعة الرئيسية المتعامدة، كانت بقية البوابات الثمانين المؤدية إلى المدرجات تسمح بجلوس خمسين ألف متفرجًا أو أكثر في المدرجات المرقمة بأرقام رومانية، حيث يحمل كل متفرج رقم المدرج الخاص به.[67] ويرجح أن الإمبراطور كان يستخدم البوابة الشمالية المواجهة للمقصورة الملكية لما يتميز بها مدخلها من رونق، بينما كان يستخدم القوم الأبواب الثلاثة الأخرى. ولم يكن مسموحًا للمتفرجين بالخروج عن النظام الصارم في الحركة ما بين المدرجات التي كانت تنقسم إلى ثلاث فئات رئيسية، ولكل منها مكانه المخصص. ولم يكن سعر بطاقة الدخول هو الفيصل في تحديد مقعد كل متفرج، بل كانت مكانته الاجتماعية هي التي تحدد في أى الأقسام يجلس حيث كان الدخول مجانيًا وقتها.[30][62]
الكولوسيوم من الداخل
ترتيب المقاعد[عدل]
يسع الكولوسيوم من 50.000 إلى 80.000 شخصًا.[62][66] تم ترتيب المدرجات بشكل هرمي بما يتوافق مع الهرم الاجتماعى لسكان روما؛ في المقدمة الأمامية للمدرج وبالقرب من الساحة الرملية كانت هناك منصة يتم حجزها باسم الإمبراطور وأعضاء مجلس الشيوخ، حيث أن الرومان كانوا قد حفروا أسمائهم على المقاعد المخصصة لهم. أما الأقسام الأخرى الحجرية من الطوابق الثاني والثالث والرابع فكانت موزعة من الأسفل نحو الحلبة إلى أعلى حسب الترتيب الطبقي الاجتماعي؛ حيث كان يجلس في الطابق الثاني طبقة الأشراف والفرسان، وهم طبقة رجال الأعمال في المجتمع الروماني، وكانوا يجلسون على تسع مصاطب من الطبقات الرخامية؛ أما الطابق الثالث والرابع، فكان يجلس المواطنون العاديون من بقية أفراد الشعب، وكانوا متكتلين فوق بعضهم البعض في حوالي 20 أو 30 مصطبة. وكان هذا هو الحجم الأصلي للمدرج في عهد الإمبراطور فسبازيان، إلا أن ابن الإمبراطور تيتوس عمل على إكمال المدرج وقام ببناء طابق خامس من القواعد الخشبية، وسُمح وقتها للنساء اللاتي سمح لهن الإمبراطور أغسطس بالدخول إلى المسرح، حيث بُنيت خصيصًا للطبقات الفقر في المجتمع الروماني. وكان الكولوسيوم بمثابة عالم مصغر من الترتيب الهرمي لطبقات المجتمع الروماني في ذلك الوقت، حيث كان مكان جلوس الشخص هو الذي يحدد موقعه في التسلسل الهرمي في المجتمع.[66]
الكولوسيوم من الداخل من منظور آخر.
الساحة[عدل]
صورة بانورامية للكولوسيوم من الأعلى.
قُدر طول الساحة الرملية 83 مترًا (280 قدمًا) وعرضها 48 مترًا (163 قدمًا).[49] وهي عبارة عن أرضية خشبية تغشاها الرمال، ولم يتبق من الساحة الأصلية إلا القليل، إلا أنه لا يزال واضحًا المعالم في الوقت نفسه.[68] كانت تتألف من شبكة ذات مستويين تحت سطح الأرض من الأنفاق والأقفاص حيث كان يتم تجهيز المصارعين والحيوانات قبل بدء المسابقات.[69] وكان بها ثمانين مهوى عمودي يمكّنا الوصول الفوري إلى أقفاص الحيوانات المخبأة تحت الأرض من الساحة؛[60] إضافة إلى منصات الوقوف الكبيرة، والتي تسهل دخول الفيلة وما شابها في الحجم. وقد أُعيد هيكلتها في مناسات عدة، قد تصل إلى اثني عشر مرحلة على أقل تقدير. [12]
تم توصيل المنطقة تحت الأرض أسفل الساحة عبر شبكة من الأنفاق تحت الأرض إلى عدد من النقاط خارج الكولوسيوم. وكان يتم جلب الحيوانات وفناني الأداء عبر الأنفاق القريبة من الإسطبلات، فيما كان يتم الإتيان بالمصارعين من ثكناتهم في لودس ماغنوس، مدرسة للمصارعين في روما القديمة تقع إلى الشرق على بعد أمتار قليلة من الكولوسيوم، عبر الأنفاق.[67] فيما كان يتم تخصص بعض الأنفاق المنفصلة التي تسمح بدخول وخروج الإمبراطور وحاشيته دون الحاجة إلى المرور بين الحشود.[49] وكان هناك كميات كبيرة من الآلات، حيث وُجدت الآت الرفع والبكرات والدعائم، التي كانت ترفع الحيوانات في أقفاصهم إلى السطح لتطلقهم في الساحة لبدء المسابقات والقتال.[63] إضافة إلى وجود الأدلة التي تؤكد وجود رافعات هيدروليكية كبيرة، ووفقًا لحسابات قديمة، كان من الممكن إغراق الساحة الرملية بسرعة، ويفترض وجود هذا الإتصال عبر قنطرة قريبة منه.[49]
استخدام الكولوسيوم[عدل]
قديمًا، كان الكولوسيوم يستخدم في تقديم عروض قتال المصارعين والمسابقات الجماهيرية[24] وصيد الحيوانات والمعارك بين السجناء والحيوانات،[70] وإعدام السجناء[26] و المعارك البحرية الصورية وإعادة تمثيل المعارك الشهيرة والأعمال الدرامية التي كانت يعتمد على الأساطير الكلاسيكية.[9][27] أما في الوقت الحالي، فيعد المزار السياحي الأكثر استقطابًا للسائحين الأجانب.[71][72] وتتراوح تذكرة الدخول للفرد ما بين 10 و50 يورو، إلا أن الدخول مجانًا للافراد أقل من 18 ربيعًا وأكبر من 65 ربيعًا من مواطني الاتحاد الأوروبى. وفي صيف عام 2010، اُفتتحت شبكة من الممرات تحت الأرض والتي كانت تستخدم لنقل الحيوانات البرية والمصارعين إلى داخل الحلبة بعد إجراء بعض الترميمات عليها.
لكولوسيوم في الأدب والسينما[عدل]
شملت الأفلام عدة مشاهد استخدام واسع النطاق من لقطات الصور الحاسوب ولدت لإطلالة روما.
يعتبر الكولوسيوم رمز للثقافة الغربية،[104] وذلك كان سببًا في ظهوره في العديد من الأفلام والأغاني والأعمال الفنية العالمية، حيث تمت معالجة الكثير من الأفلام التي كانت تصور أبرز مشاهد المعركة الأخيرة بطريقة تقترب من الواقع. ويعد فيلم المصارع عام 2000 للممثل النيوزلندي راسل كرو هو الأبرز والأحدث تمثيلًا له.
عام 1934 أغنية أنت الأعلى، أيها الكولوسيوم، من تأليف الموسيقي كول بورتر.[105]
عام 1946: في فيلم يانيكي في روما للمخرج لويجي زامبا.[106]
عام 1948: في بداية الفيلم الواقعية الجديدة، تحت شمس روما للمخرج ريناتو كاستيلاني.[107]
1953: في فيلم عطلة رومانية للمخرج وليام يلر، ومن بطولة جريجوري بيك وأودري هيبورن.[108]
عام 1954: في فيلم المصارعين من إخراج دافيس دلمر.[109]
عام 1972 : في فيلم طريق التنين من إخراج وبطولة بروس لي.[110]
عام 1985: في فيلم أستريكس و مفاجأة قيصر.[111]
عام 1997: في فيلم فريق مزدوج، من إخراج تسوي هارك، وبطولة جان كلود فاندام وميكي رورك.[112]
عام 1998: مقهى هارد روك في أورلاندو، في ولاية فلوريدا ، هو مصمم على شكل مبنى الكولوسيوم .[113]
عام 2000 : في فيلم المصارع للمخرج ريدلي سكوت، استخدمت فيه تقنية رسومات الحاسوب والتي صممت على شكل مبنى الكولوسيوم.
عام 2002: وضعت صورة الكولوسيوم على عملة 5 سنت من اليورو.[114]
عام 2003: في فيلم الخيال العلمي طليزي ماغواير، للمخرج جون إمييل،حيث يتم إتلاف الكولوسيوم بواسطة البرق.[115]
عام 2008: في فيلم الطائر، بطولة هايدن كرستنسين، حيث يبدو فيه الكولوسيوم أثناء مشهد معركة بينه وبين أعدائه.[116]
عام 2010: في لعبة الفيديو عقيدة الاغتيال.[117]