لقد قمت بالاجابة و الان شاهدوا الموضوع
ما هي ابرز ملامح الموضة لموسمي الخريف والشتاء ؟
الديار اللندنية – خاص
ثياب طويلة ..مزينة بالفرو .. وغارقة بالالوان
مصممو الازياء هم صناع الموضة بامتياز وهم من يرسم خطوطها من موسم الى آخر عبر اسابيع الموضة العالمية التي تعد بمثابة البوابات التي ترسم خطوط والوان وملامح الموضة التي ستضع بصماتها بالتالي على ما تنتجه بيوت الازياء وما تعرضه واجهات المتاجر العالمية وما ستلبسه النساء في نهاية الامر . وفي جولة على منصات العروض في اسابيع الموضة والتي تعدت الثلاثمائة وواحد وعشرون عرضا قدمت على مدى شهر من الزمان وتوزعت ايامه الثلاثين على نيويورك ولندن وميلان وباريس يمكن ان نقول ان الشعار المرفوع في موسم الخريف والشتاء لهذا العام والعام المقبل هو البساطة والعملية والخطوط القوية ويبدو ان القطع الباذخة والمترفة والكمالية قد تراجعت بشكل كبير لصالح قطع الملابس الاساسية التي تحتاجها المرأة العصرية في مشاويرها الصباحية والمسائية , حيث سيكون دولاب الملابس في هذا الموسم هادئا ومحددا ومقننا بعض الشئ لاعتبارات كثيرة لعل اهمها الازمة المالية التي تضرب العالم والتي لم تترك للمصممين حيزا كبيرا للتجريب والفانتازيا وايضا ما وضعه المصممون في اذهانهم من اعتبارات عليهم ان يأخذونها في حسبانهم ومنها الالتفات الى لغة العصر والى المتغيرات الجديدة التي ادخلت المرأة في عالم العمل وتحمل المسؤوليات الوظيفية وتبوأ المراكز وتولي كثير من المهام التي تبعدها بعض الشئ عن صخب الملابس الغارقة بالتزويق او الاخرى التي تزين دواليب الملابس اكثر مما تزين المرأة نفسها وهذا لايعني ان ملابسك في هذا الموسم ستكون خالية من ترف الانسجة الناعمة والخطوط الجذابة والرفاهية المحببة , بل ان ما سيقدم في هذا الموسم هو توليفة من كل هذا وذاك وخلطة فيها مقادير محددة من العملية والاناقة والترف ايضا , واليك حصيلة ما عدنا به من جولاتنا في منصات العروض في اسابيع الموضة الاربعة في نيويورك ولندن وميلان وباريس وفيها ابرز ملامح وخطوط ومفاتيح الموضة للخريف وللشتاء القادم :
لا عودة للثياب القصيرة
رغم ما راهن عليه البعض من عودة للثياب القصيرة التي ترتفع عن الركبة باشبار وتحت مسميات كانت شائعة في السبعينات من القرن الماضي مثل الميني والمايكرو , الا ان المصممين قد خيبوا آمال هؤلاء والتزموا بالفساتين والتنورات التي تنسدل الى اسفل الجسم او تنزل عن الركبة باكثر من شبر واحد في اسوأ الاحوال , ورغم ظهور الثياب القصيرة في بعض العروض الا انه كان ظهورا خجولا اقتصر في الغالب على ثياب الشابات الصغيرات والنحيفات , اما المرأة الناضجة فانها ستبقى امينة على الثياب الطويلة التي تناسب مساءات الخريف الباردة وايام الشتاء المثلجة من جهة وتتناغم ايضا مع المزاج العام الذي لم يعد يرتاح لظهور المرأة في ثياب قصيرة لا تناسب وضعها الحالي ومسوؤلياتها التي تتطلب منها ان تكون بمظهر محتشم يناسب مكانتها التي تبوأتها في مجالات الحياة المختلفة , ويبدو ان المصممين قد حلوا مشكلة التنورات الضيقة( بينسل) الطويلة التي ربما تعيق حركة المرأة وذلك باستخدام اقمشة الجيرسيه المرنة او بوضع فتحات على الجانبين او بعمل الكسرات والكشاكس في اسفل التنورة مما يكسبها بعض الاتساع الذي يساعد المرأة على المشي والحركة . وعموما فان هذا الموسم سيشهد عودة للتنورات والثياب ذات الكشاكش المتداخلة التي تشبه ثياب الغجريات والتنورات المزمومة عند منطقة الخصروالتي تتسع الى الاسفل ( قصة الجرس) , اما الفساتين فانها بسيطة ومنسابة على الجسم دون اية تعقيدات او تزويقات صاخبة , ومن متابعة عروض الازياء في اسابيع الموضة يمكن ان نقول انها في العموم ترفع شعار ..لا عودة قوية للثياب القصيرة .
الفرو يتحرر من قيوده
كل الانسجة والاقمشة الطبيعية والصناعية كانت حاضرة في اسابيع الموضة الاربعة , ابتداءا من الحرير الطبيعي الناعم والحالم الى جلود التماسيح الخشنة , ومن الاوركنزا والتافتا والساتان حتى الكانفاس والجوت والدينم , ولكن كان الفرو هو بطل كل هذه العروض وبلا منازع وقد ظهر بكل الوانه وانواعه واشكاله وكان هو السمة التي بصمت كل هذه العروض وبلا استثناء , ويبدو ان المصممين قد ضربوا كل صيحات المنظمات التي تعنى بحقوق الحيوان بعرض الحائط وقدموا للمرأة معاطف الفرو الدافئة وقطع الملابس المزينة بياقات الفرو التي تدفن فيها المرأة جزءا من رقبتها ووجها وتنعم بالنعومة الدفء وقد ظهرت ايضا الايشاربات الطويلة والجاكيتات والجوارب والجيوب والاكمام والقبعات فيما اختبأ الفرو في بعض القطع وصار بطانة تغلف المعاطف من الداخل وتبرز رأسها حين تداعب ريح الشتاء اذيال المعطف وتعلن عن الفرو الذي في داخله, ورغم التزام بعض المصممين بالالوان الطبيعية للفرو الا ان الكثيرين قد شطحوا بخيالاتهم وقدموا الفرو بكل الالوان المألوفة وغير المألوفة مثل البرتقالي والازرق والاخضر , اما عن نوع الفرو فان الساحة مفتوحة لفرو الارانب والثعالب والحملان وكل الحيوانات التي يغطي جسمها الفرو, ولعل ما يميز الفرو في هذا الموسم هو تحوله الى قطع عملية تناسب اغلب المشاوير , وابتعاده عن الصورة النمطية التي كان يظهر بها وهو يزين اكتاف النساء في السهرات . ويبدو ان شعار الخريف والشتاء المقبل هو ..الفرو يعلن العصيان ويتحرر من قيوده.
المعطف هو اختيارك الشخصي
شراء المعطف هو ليس امرا عابرا وتلقائيا بل هو يقترب في بعض اوجهه من المشروع الصغير الذي يتطلب خطة ودراسة, اولا لانه قطعة ستلازمك كل الموسم وربما الموسم القادم ايضا وثانيا لانه سيكون رفيقك اليومي الدائم خاصة في ايام البرد الشديد وثالثا لانه قطعة مكلفة ماديا ولا يمكن رميه جانبا اذا كان لا يوافق مزاجك ولايدخل الى قلبك لذا لا تتسرعي في الشراء وادرسي الامر جيدا واكتبي في ورقة اهم ماتريدنه وما لا تريدينه في معطف هذا الموسم قبل ان تتوجهي للشراء. وفي جولاتنا في اسابيع الموضة وجدنا ان المعطف مايزال خاضعا الى حاجة المرأة الحقيقية والى مزاجها واسلوبها الشخصي , فاذاكنت تفضلين القطعة التي تتراوح ما بين المعطف القصير والجاكيت الطويل فالافضل اختيار السروال المناسب الذي يمكن ان يكمل الطلة او الجوارب السميكة المصنوعة من الصوف او الجلد او الخيوط المحاكة يدويا وقد ظهرت على المنصات كثيرمن هذه المعاطف التي تستوحي خطوطها من موضة السبعينات , فيما كان للمعاطف المبطنة باقمشة الساتان ذات الالوان البراقة والمتضادة حضورا كبيرا ايضا وهذه قطع فيها كثيرمن النعومة والاناقة والخصوصية وهي تناسب مشاوير المساء خاصة اذا كانت مزينة بالزهور والنقوش الملونة اما اذا كنت تعيشين في بلدان تشهد شتاءات مثلجة وشديدة البرودة فان المعاطف الطويلة هي الاكثر ملائمة لك وقد شهدت المنصات كثيرا من هذه المعاطف المصنوعة من الصوف والكشمير والفرو والشمواه والجلد, ويبدو ان اسابيع الموضة قد رفعت شعارا يقول : ..المعطف هو في النهاية مزاجك الشخصي واسلوبك الخاص في اللبس .
حولي شتائك الى ربيع
دولاب ملابسك هذا الخريف والشتاء سوف لن يكون مغلفا بالالوان السوداء والبنية والرمادية والزرقاء الداكنة التي هي الوان الايام الباردة بامتياز , لان المصممون قد ابتعدوا بمسافات طويلة عن هذه الالوان وقدموا على منصات العروص ملابس اقل ما يقال عنها انها ضاجة بالالوان المشعة والبراقة وكأنها اضمامة من الزهور الربيعية الرائقة او مجموعة من المجوهرات المتوهجة , واذا كنت تحبين او تفضلين ارتداء الالوان الداكنة في الشتاء فبامكانك ان تمسكي العصا من الوسط وان تذهبي الى ارتداء ثوب ملون براق وفوقه معطف اسود او بني او ازرق داكن , او ترتدي قميصا مزخرفا بالالوان تحت جاكيته بلون شتائي رصين , المهم هوان تدخلي الى لعبة الالوان هذه وتحولي ايام الشتاء الغائمة الى ربيع وحدائق وزهور تغيري معها مزاجك وتتحدي البرد والثلج والمطر لان المصممين قد غيروا مزاجهم هم ايضا في هذا الموسم ولم يعد الاسود هو لونهم المفضل بل دخلوا الى لعبة الليدي غاغا التي تستخدم الالوان بسخاء وفانتازيا واحيانا بعشوائية وصخب فيما رحل بعضهم الى اجواء الافلام السينمائية الزاخرة بالالوان مثل فيلم Valley of the Dolls ويبدو ان شعارهذا الموسم هو اختاري ما يحلو لك من الالوان واطلقي لخيالك العنان ..وحولي الخريف والشتاء الى شعلة من الالعاب النارية.
و الان اودعكم و في امان الله خاتمة الموضوع