الجزء الثاني من تقرير اليابان وصناعة روبوت ذو صفات بشرية
صناعة روبوت مفيد حقاً
السؤال: ما هي أهدافك بالنسبه للأبحاث التى تقوم بها في مجال تطوير الروبوت؟ وهل يمكن أن تساعد على تحسين وتطوير المجتمع؟
اتسو تاكانيشى: لا أعتقد أن الروبوت يستخدم بالمعنى الحقيقى في أي مكان في العالم على الرغم من إنقضاء نصف قرن منذ بدء كاتو أبحاثه. وعلى عكس العلم الذي يسعى لشرح وتوضيح كل ما هو غير معروف، فإن الهدف من الهندسة فى الأساس هو العمل على كيفية تصميم الأشياء التي هي مفيدة من أجل سعادة وراحة البشرية. بالنسبة لي كشخص يسير على خطى كاتو أعتقد أن تكنولوجيا الروبوت الآلي لديها الحق والإمكانية الآن في الوصول إلى مرحلة بحيث يكون لها تطبيقات مفيدة. أما الآن فبالإضافة إلى البحوث في مجال الروبوت ذو الساقين أضع كل طاقتي وجهدي في تطوير تقنية من شأنها أن تحدث فرقاً على مستوى العالم.
(في الأعلى) جهاز محاكاة لتقييم مهارة الخياطة. تظهر النتيجة على شاشة الكمبيوتر الموصل به.
على سبيل المثال، أصبح من الواضح بشكل متزايد من أن استخدام تقنية الروبوت يمكنها تحسين كفاءة العاملين في المجال الطبي. من أجل ذلك وعلى مدار السنوات القليلة الماضية تم العمل مع عدد من رجال الأعمال في كيوتو لتطوير جهاز محاكاة يستخدم للتدريب الطبي. كذلك قمنا سويآ بتطويرمنتجات عديدة ومختلفة.
واحد من هذه الأمثله هو جهاز تقييم مهارة الخياطة، وهو عباره عن جلد إصطناعي يقيس مدى مهارة الجراح فى خياطة الغرز باستخدام نظام يقوم على أجهزة الاستشعار، وتكون درجة القياس بين ٠ و ١٠٠. تم صنع الجهاز ويباع منذ عامين من الآن.
وهناك مثال آخر. من المتعارف عليه أن المخدر يمكن أن يسبب مشاكل في الجهاز التنفسي خلال العمليات الجراحية، حيث يتم إدخال أنبوب إلى الرئتين سلفا وهي عمليه شديدة التعقيد لذلك يقوم الجراحون في اليابان وجميع أنحاء العالم بتجربتها في البداية على الدمى. ومع ذلك، لا توجد وسيلة لمعرفة ما إذا كانت القوة التي تستخدم قد تمزق الحبال الصوتية من عدمه باستخدام هذه الدمى. كل ما يمكنا التأكد منه فقط هو ما إذا كان قد تم بنجاح إدخال الأنبوب للرئتين أم لا.
لذلك فقد شرعنا مؤخرآ فى التطوير المشترك وذلك بهدف صنع جهاز يمكن أن يقدم تقييم عن طريق الأرقام بطريقة مشابهة لجهاز تقييم محاكاة مهارة الخياطة. سنقوم على الارجح بإطلاق هذا المنتج قبل نهاية عام ٢٠١٢. وهناك جهاز آخر مماثل من شأنه أن يساعد على تدريب أطباء الأسنان.
وأتوقع أن الآلات الطبية ستحظى بالمقام الأول من الاهتمام حيث ستكون تكنولوجيا الروبوت مفيدة للغاية في العديد من النواحي.
اكتشاف طبيعة جسم الإنسان
السؤال: هل كان هناك نتائج غير متوقعة في أبحاثك الخاصة في مجال تطوير الروبوت ؟
اتسو تاكانيشى: بعد سنوات عديدة من البحوث في مجال الروبوت ذو الساقين، توقفت لوهلة وفكرت ”إن الروبوت يستطيع المشي بشكل جيد، ليتنى أستطيع أن أجعله أكثر فائدة“. في تلك اللحظة الشيء الأول الذي طرأ على ذهنى هو الكراسي المتحركة. للأسف فما يزال من المستحيل للكراسي المتحركة صعود أو هبوط السلالم. والسبب في أن السلالم مصممة بهذا الشكل هو أن الإنسان يمشي على ساقين. أما الخيول وغيرها من الحيوانات التي تمشى على أربع تجد صعوبة في صعود السلالم أو النزول منها. عندما أدركت هذا، خطرت لى فكرة صنع كرسي متحرك له ساقين. ثم أخذت الفكرة للشركة التي وضعت برنامج التدريب لأطباء الأسنان وبدأنا العمل على الروبوت الذي يحمل الناس والذي يمكنه صعود وهبوط السلالم بسهولة.
كانت المشكلة أن الروبوت لا يملك ما يكفي من القوة لحمل شخص أكثرمن وزنه. عندها فكرنا فى تقليد ومحاكة عضلات الإنسان. حيث تتكون العضلات في الجسم من الألياف المرصوصه بشكل متواز وبفضل هذا الترتيب، يمكننا التحرك بسرعة كبيرة وبقوة، مع وجود قدر كبير من المرونة والدقة. وقد نجحنا عن طريق المحاكاة لبناء جسم الإنسان في جعل الروبوت الذي يزن ٦٥ كيلوجراما والمزود ببطارية قادراً على المشي بينما يحمل شخصا يصل وزنه ٨٠ كيلوجراما كحد أقصى.
ولكن كان هناك مشكلة أخرى واجهتنا وهى ان وزن كل إنسان ومركز الثقل في الجسم يختلف من شخص لأخر، وتسبب ذلك في اهتزاز الروبوت والتأثير عليه أثناء المشي ويزيد من فرص سقوطه على الأرض بشكل كبير. لذلك قمنا بتطوير تكنولوجيا تسمح للروبوت التكيف مع وزن كل شخص. وقد أخذنا هذا الكرسي المتحرك لإقامة معرض في لوس انجلوس في عام ٢٠٠٧، ودعونا الناس لتجربته وعلى مدى عدة أيام قام حوالي ١٧٠ شخصا بتجربته دون أن يسقط أي شخص منهم.
يعتقد كاتو أن من وجهة النظر الخاصة بهندسة الروبوت، يجب أن نتفهم جيدآ وظائف الجسم البشري و كيفية حركته حتى نستطيع أن نحاكيه. سأعطيك مثالا على ذلك. من المعتاد أن تجد للروبوت سيقان ملحقة مباشرة بالجسم. ولكن اذا نظرت الى شكل جسم الإنسان ستجد أن لدينا منطقة الحوض التى تفصل بين الجسم والساقين .لذلك عن طريق إلحاق وظائف الحوض في الروبوت، يمكننا بطبيعة الحال أن نجعل الركبتين تعمل بشكل أكثر مرونة. ما يعنيه كاتو بعبارة أخرى، هو ملاحظة العلاقة بين بناء وتركيب جسم الإنسان والطريقة التي يسير بها.
لذلك نحن نضع الجسم البشرى دائماً أمام أعيننا من أجل صنع روبوت مشابه للإنسان أثناء القيام بأبحاثنا. وقد أدركت اثناء البحوث والتجارب الخاصة بالكرسي المتحرك ذو الساقين أن المعلومات والخبرة التي تراكمت عن جسم الإنسان سيكون لها فائدة عظيمة في بناء روبوت يمكن أن يكون مفيدا للإنسان وللبشرية بشكل عام.
(أجرى المقابلة ”هارانو جوجى“ في مايو/ آذار عام ٢٠١٢، الترجمة من اللغة الإنكليزية. المصور ”ماتسودا تادو“)
خاتمة الموضوع انا اسفة على شكله لم يكون عندي الوقت الكافي بعتذر