يوم الجمعة إخوتي أخواتي لاتضيعوا فيه ثلاث أشياء :
.
1 - في يوم الجمعة ساعة إجابة فواظبوا على العبادة وتكثيف الدعاء فلانعلم متى تكون ساعة الإجابة :
.
وردت أحاديث مصرحة بأن في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله تعالى شيئاً إلا أعطاه إياه. واختلف العلماء في تعيين تلك الساعة بسبب اختلاف الروايات الواردة في تعيينها ففي بعضها أنها ما بين أن يجلس الإمام على المنبر إلى أن يقضي الصلاة، كما في صحيح مسلم وغيره.
وفي بعضها أنها بعد العصر بدون تقييد، وفي بعضها أنها آخر ساعة منه قبل الغروب، كما ورد في أحاديث في المسند والسنن، وقد رجح جماعة منهم الشوكاني أنها آخر ساعة قبل الغروب وذكر أن ذلك أرجح أقوال أهل العلم وأنه مذهب الجمهور من الصحابة والتابعين والأئمة.
وذكر أن حديث مسلم المتقدم معلّ عند أهل الحديث، ومن أهل العلم من قال: إنها قد أخفيت في يوم الجمعة كما أخفيت ليلة القدر في رمضان، ولعل الحكمة من ذلك أن يكون العبد مثابراً على الدعاء في اليوم كله فيعظم بذلك الأجر.
وعلى كل حال فعلى المسلم أن يجتهد في اليوم كله يسأل الله تعالى أن يوفقه لها ولغيرها مما يحب الله ويرضى. والله لا يرد من دعاه بإيمان وصدق.
وأما تحديد مدة تلك الساعة بالضوابط الموجودة اليوم من دقائق وثوانٍ فلم نجد من تكلم عليها، ولا شك أن هذه الضوابط لم تكن موجودة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. والله أعلم.
.
.
2 - الإكثار من الصلاة على رسول الله صلّ الله عليه وعلى آله وصحبه البررة الكرام وسلم نسليما كثيرا :
.
.
روى أبو داود وغيره، عن أوس بن أوس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي، قال: فقالوا: يا رسول الله، وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت، قال: يقولون: بليت، قال: إن الله تبارك وتعالى حرم على الأرض أجساد الأنبياء صلى الله عليهم.
.
.
3 - قراءة سورة الكهف :
قال البخاري في صحيحه: باب فضل سورة الكهف، ثم ذكر بسنده عن البراء بن عازب قال: كان رجل يقرأ سورة الكهف وإلى جانبه حصان مربوط بشطنين فتغشته سحابة فجعلت تدنو وتدنو وجعل فرسه ينفر، فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال: تلك السكينة تنزلت بالقرآن. متفق عليه.
وفي صحيح مسلم مرفوعاً: من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال
وروى الحاكم في المستدرك مرفوعا إن من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين. وصححه الألباني..
ولا شك أنه قد ورد فيها أحاديث ضعيفة مثل حديث: من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة فهو معصوم ثمانية أيام من كل فتنة تكون فإن خرج الدجال عصم منه.
ومثل حديث: ألا أخبركم بسورة.... ومن قرأها غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وثلاثة أيام..
.
.
وأخيرا أحبتي في الله نسأل الله تعالى أن يبارك لنا في جمعتنا هذه ويعطينا خيرها كله ويقينا شرها كله و أن يغفر لنا ماتقدم وماتأخر من ذنوبنا كبيرة وصغيرة نحن وأهلينا وأحبتنا وأن يدخلنا جنات الفردوس الأعلى خالدين فيها أبدا من غير سابق حساب أو عذاب أو عقاب وأن يرزقنا من حيث لانحتسب وأن يحسن خاتمتنا وأخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا وقائدنا وحبيبنا وشفيعنا الامين المصطفى محمد بن عبدالله وعلى آله وأصحابه البررة الميامين ومن اتبع هداه بإحسان إلى يوم الدين آمين آمين أمين .