- الصديقة المتهمة :سأخبرك بكل هذا أولاً دعني أُكمل ..
بعد عدة أشهر من مقتل الجدة إنتقلت صديقتي للعيش في هذه الشقة ..
وعندما ذهبتُ لزيارتها هناك أول مرة علمتُ بأمر الجدة وبأنها قُتلت ..
هذه النقطة لن تصدقها لكن يجب أن اقولها ..
هناك رأيتُ شبحها فبدأتُ التحقيق في الأمر بنفسي
كانت جدتي الساحرة تقول لي دائماً أن الأشباح تسكن المكان الذي وقعت فيه جريمة قتل ..
ذهبتُ إلى المنزل الذي كانت تسكنه الجدة قبل أن تنتقل إلى الشقة وسالتُ قاطنيه عن منزلهم و هل هناك أي شيء لا يعجبهم في المنزل ..
بالطبع لم يكونوا ليستقبلوني من البداية لو لم أدعي أنني حفيدة صاحب المنزل السابق وأتيتُ فقط لأنني إشتقتُ إلى ذكرياتي هنا ..
كانوا أناساً طيبين وثقوا بي على الفور وقالوا أن المنزل جميل ويعجبهم لكنه يصبح مخيف في الليل فأحياناً يسمعون صوت سقوط شيء ما من على الدرج هذا ما أردتُ معرفته لذلك بعد أن
سمعتُ هذا الكلام غادرتُ على الفور ....
الشرطي : طبعاً ستقولين الآن أنكِ ذهبتِ إلى المنزل الآخر منزل عائلة أم الحفيدة والذي كنا فيه اليوم و كل هذه الاشياء وعناوين المنزل عرفتها من التحقيقات التي أجريتها أنتي بمفردكِ ..
لقد تفوقتي على الشرطة إذاً . .
- الصديقة المتهمة : لا دآعي للسخرية مني ياحضرة الشرطي .. فأنا لستُ بحاجة إلى إجراء
أي تحقيقات لمعرفة هذه المنازل .. فأنا أعرفها جيداً .. إنما كنت أتحقق من أشياء أخرى ...
- الشرطي : كيف عرفتها ؟
- الصديقة المتهمة : كانت حياتي كلها هناك تقريباً .
- الشرطي : لا أفهمكِ .. هل أنتي قريبة لهم أم ماذا ؟
- الصديقة المتهمة : لا .. أنا صديقة الحفيدة .. فأنا من كانت تبيتُ في منزلها ليلة مقتل والديها ..
رغم أن الحادثة كانت قبل سنوات إلا أنني أذكر جيداً رؤيتها وهي تتسلل خارجة من منزلنا ..
كنتُ غبية جداً لدرجة أنني لم أفكر أبداً في أنها قد تقدم على فعلٍ كهذا ..
بعدها بدأتُ أرى شبحا والديها يتجولان في المنزل كل ليلة كنتُ أراقبهما من نافذة غرفتي ....
- الشرطي : ومتى شككتي في أمرها ؟ .. هل بعد أن قامت بقتل جدها ؟
- الصديقة المتهمة : لا بعد هذه الجريمة بسنوات شككت بالأمر .. أتعرف متى ؟..
عندما ذهبتُ لزيارتها في منزل عائلة أمها وقتها قالت لي بأن جديها قد سافرا فقضيتُ معها عدة أيام أدركت فيها الحقيقة كاملة ..
فكل ليلة قضيتها هناك كنتُ أرى شبحان يقفان في الحديقة عند بقعة معينة دائماً أراهما هناك لا يتحركان ..
وفي يوم دخلتُ غرفتها فرأيتها تخفي شيئاً ما في خزانة ملابسها ..
عادةً لم أكن لأهتم بالأمر لكن توترها وقتها وصراخها في وجهي جعلني أرتاب وأشك في أمرها لأن هذا ليس من عادتها أبداً
بعدها بعدة أيام ذهبت للتسوق وبقيتُ أنا بحجة أنني مريضة ..
وبعد مغادرتها أسرعتُ إلى غرفتها وأخرجتُ ما كانت تخفيه ..
كان دفتر مذكراتها الذي أريتك إياه ..
قرأته فعرفتُ الحقيقة وهي أن لصديقتي جانبٌ مظلم ..
كيف لصديقتي الهادئة الطيبة التي لم ارها في يوم تقدم على قتل حشرة أن تقتل عائلتها ..
سكتُ ولم أحاول إبلاغ الشرطة حتى قامت بقتل جدتها ..
أتعرف لو لم يطاردني شبح جدتها لما فكرتُ أبداً بمواجهة صديقتي و التسبب في موتها ....
- الشرطي : وكيف قتلتِ صديقتك او الحفيدة وأين قتلتِها ...
- الصديقة المتهمة : أنت تعرف هذا الأمر أكثر مني .. الحفيدة القاتلة هي نفسها صديقتي
التي قُتلت بسكين الفاكهة ..
أنت الآن تُفكر في أن إستنتاجاتك كانت خاطئة وأنني من قام بطعنها بالسكين .. لا ياسيدي ابداً .. أنا لستُ قادرة على قتل صديقتي ..
لكني تسببتُ في قتلها عندما ذهبتُ إليها في تلك الليلة وطلبتُ منها أن تُسلم نفسها للشرطة وأن تعترف بكل الجرائم التي إرتكبتها ..
لأن شبح جدتها سوف يدفعني للجنون ..
هددتها بأنها إن لم تفعل ما طلبت سوف أقوم أنا بإبلاغ الشرطة عنها ولدي من الأدلة ما يكفي لإعدامها ..
عندها فزعت وحاولت مهاجمتي لكنها تعثرت و سقطت على السكين ..
علمتُ أنها فقدت وعيها عندما إرتطم رأسها بحافة السرير لكنني خفتُ كثيراً لذلك هربت حتى أنني لم أطلب لها المساعدة ..
أنا قاتلة مثلها تماماً ....
- الشرطي : هذا يعني أنكِ كنتِ تعرفين تماماً أن صديقتكِ ميتة ..
وأنها قاتلة ومع ذلك كنتِ تصرخين مدافعة عنها وطلبتِ مني أن أحقق جيداً في أمر مقتلها ؟..
لدي أسئلة أخيرة ..
لما قامت صديقتكِ بقتل عائلتها الواحد تلو الآخر ??
ومتى قمتي بالكتابة على صورتها ؟..
ولماذا طلبتِ مني أن أكمل التحقيق على الرغم من أن هذا ليس في صالحكِ ولماذا لم تعترفي
من البداية ؟
- الصديقة المتهمة : اولاً دعني أقول لك بأنها الوريثة الوحيدة لهاتين العائلتين الثريتين لم
تستطع أن تصبر حتى يموتا ميتة طبيعية كي ترث ..
لذلك إختارت أن تنهي الأمر بنفسها ..
ثانياً قمتُ بالكتابة على هذه الصور بعد موتها بعدة أيام ..
أتعرف أنك لم تكن لتعثر عليها أبداً لولا أنني تعمدتُ وضعها في مكان قد يخطر على بال أحد المحقيقين كان يجب علي أن أكتب رقم 1 على صورتها لأنها أول جريمة قتل أرتكبها حتى وإن كانت غير متعمدة لكني أكملتُ التسلسل الرقمي الذي بدأته هي والذي كتبته على الصور ،
ثالثاً لما أردت منكم إستكمال التحقيقات لأن كشف الحقيقة هو الشيء الوحيد الذي سيجعل أشباح ضحاياها تتوقف عن مطاردتي
لم أعترف بكل ذلك من البداية لانني أردتُ بعض الوقت كي أبحث عن أدلة تثبت
صحة كلامي وتبعدني عن الشبهات وتثبت براءتي ....
- الشرطي : حسناً ألا ترين أن صديقتك قد أخطأت في التسلسل الرقمي الذي كتبته على صور من قتلتهم ؟
- الصديقة المتهمة : أجل لاحظتُ هذا وفكرت في هذا الخطأ كثيراً لكن لم أتوصل إلى سبب ..
كتبت على صورة والدها الرقم 1 وعلى صورة أمها الرقم 2 و على صورة جدها الرقم 3 وعلى صورة جدتها الرقم 4 وهذا خطأ لأنها قامت بقتل والدا أمها قبل جدتها .. مما يعني أن صورة الجدة كان ينبغي أن تحمل الرقم 6 ..
يا إلهي هل هذا يعني أنها لم تقم بقتلهما فمن المستحيل أن تكون قد نسيت ضحيتين كم هذا غريب .....
- الشرطي : إنه لغز آخر ؟
بعدها أثبتت التحريات والفحوصات أن هناك علاقة قرابة بين الجدة والشابة بالفعل ..
كما عُثر على أدلة جديدة كانت تدعم بعض أقوال صديقة القتيلة التي لم تتوصل إلى دليل براءتها من التهم ولكن تم الإفراج عنها لعدم كفاية الأدلة ..
كذلك بقيت الحفيدة مجرد مشتبه بها لأن الشرطة لم تستطع التأكد من أن دفتر المذكرات كان يخصها أو أن الخط الموجود فيه يعود لها .. وبقيت القضية مفتوحة .....
تمت.
و إلى لقاء قادم في قصص أخرى إنشأ الله اترككم في رعاية الله