قليلات هن اللواتي لا يعانين من الهالات السوداء، التي تغزو منطقة العيون وتلقي بظلالها الداكنة على الوجه كله، لأسباب وراثية أو لعوامل خارجية متمثلة في طبيعة الحياة غير الصحية.
فهذه المشكلة التي تعاني منها معظم النساء وحتى الرجال في دول الشرق الأوسط، لا يزال الأطباء يعتبرونها عصية على العلاج رغم المحاولات المستمرة لاكتشاف حلول لها، وإن ظهرت مؤخرا تباشير بأن هناك وسائل قد تكون مهمة للقضاء عليها.
تعرف الهالات السوداء بأنها نوعان، منها الوراثي وهو الأكثر شيوعا في العالم العربي، ومنها الذي ينتج عن عوامل خارجية أهمها السهر وطبيعة النظام الغذائي غير الصحي والتعرض المستمر للشمس من دون وضع كريم الحماية، فضلا عن التدخين والجلوس المستمر أمام شاشة الكومبيوتر والتلفزيون، وضعف في النظر.
وكلها عوامل تزيد من مشكلة هذه الهالات إذا كانت ناتجة عن أسباب وراثية، وهو النوع الذي يعتبر عصيا أكثر على العلاج.
وأكثر الكريمات المستعملة حتى اليوم لا تعطي نتائج نهائية أو مضمونة 100 في المائة، ولكنها إذا استعملت بشكل دائم مع تعديل نظام الحياة والتخلص من العوامل المذكورة سابقا قد تصل نتيجتها إلى 50 في المائة، وأهم هذه الكريمات تلك التي تعمل على تبييض البشرة أو تلك التي تحتوي على فيتامين (k) الذي يسهل مجرى الدم في الشرايين.
لكن ومن جهة أخرى، وفيما يتعلق بآخر الابتكارات التجميلية التي استحدثت لمعالجة الهالات السوداء، فإن متخصصة التجميل جين نصار، استوردت آلة خاصة للتخلص من الهالات السوداء من الولايات المتحدة الأميركية إلى لبنان، يتولى العمل عليها الدكتور رضوان مشموشي الذي كان له الدور الأساسي في التعرف عليها.
وتقول نصار إنه بفضل هذه الآلة، أصبح هناك للهالات السوداء حل. وفي حين تمتنع نصار عن الإعلان عن اسم الآلة لأن وجودها لا يزال محصورا في مناطق الشرق الأوسط على لبنان فقط، بحسب الشركة المصنعة، فقد أطلقت عليها اسم «FA»، ويعرفها مشموشي «بأنها تقنية حديثة متطورة عن الليزر»، موضحا أنها تعمل على الأشعة الضوئية لإعادة تنشيط الدورة الدموية والكولاجين.
أما مراحل هذه الجلسة فتكون بداية عبر وضع نوع خاص من الكريم لمدة ساعة ليتم فيما بعد، استعمال الآلة لفترة 15 دقيقة، يتحول بعدها لون الهالات السوداء إلى زهري ثم أحمر ليصبح بنيا بعد أيام قليلة قبل أن يقشر نهائيا وتبدأ النتيجة في الظهور بعد أسبوع. وتكون النتيجة عبارة عن تحسن بنسبة 50 في المائة لتزيد تدريجيا لتصل إلى 100 في المائة خلال 3 أشهر أو 6 أشهر على أبعد تقدير.
ويلفت مشموشي إلى أن الخضوع لهذه الجلسة، وللوصول إلى النتيجة المطلوبة، على المريض التقيد بالإرشادات اللازمة التي يعطيها الطبيب، وأهمها عدم الخروج من المنزل خلال ساعات النهار لمدة 4 أيام بعد العلاج وعدم التعرض لأشعة الشمس لمدة شهر ونصف الشهر.
ويؤكد أن «إزالة الهالات السوداء تحت العينين بهذه الوسيلة لا يحتاج إلى أكثر من جلسة واحدة، باستثناء حالات خاصة قد تحتاج إلى جلسة ثانية وليس أكثر».
فهي، حسب قوله، لا تعمل فقط على التخلص من الهالات السوداء إنما أيضا تقضي على التجاعيد والترهل تحت العينين في الوقت نفسه.
وتتوسع مهماتها أيضا لتشمل القضاء على المشكلات التي تعاني منها بشرة الوجه من الدبغات أو التجاعيد.
ومن ناحية أخرى، تشير رسام إلى أن هناك إجراءات تجميلية أخرى يعتمدها بعض الأطباء أيضا للتخلص من الهالات، ولكن لا تزال نتيجتها النهائية لا تصل إلى 100 في المائة، وأهمها، تلك المعروفة بالتقشير، التي تزيل طبقة الجلد الخارجية أو السطحية وتعمل على تحسين عمل خلايا الجلد.
وهناك ما يعرف «Carboxy therapy» وهو عبارة عن حقن مادة «CO2» في الجلد، التي تعمل على زيادة تدفق الأكسجين في الأنسجة وبالتالي تحسين الدورة الدموية، مما يؤدي إلى تفتيح لون الجلد.
هناك أيضا ما يعرف بـ«fraxel laser» وهو عبارة عن ليزر يعمل على التخلص من الخلايا القديمة في طبقة البشرة بما يشبه عمل التقشير لإعادة تشكيل الكولاجين والإيلاستين من جديد، وتحتاج هذه الطريقة إلى جلسات عدة بحسب نوع البشرة وحجم المشكلة وبحسب نوع الآلة المستخدمة نظرا إلى التطورات التي تطرأ عليها يوما بعد يوم.
وعلى الرغم من صحة اعتماد حقن الـ«filler» للقضاء على التجاعيد في الوجه، تحذر رسام مما قد يلجأ إليه البعض في اعتماد هذه الحقن التي تحتوي على فيتامين «حامض الهيدروليك» لإزالة الهالات السوداء تحت العينين، لأنها قد تترك آثارا سلبية بل مشكلات صحية لا يمكن تصحيحها فيما بعد. ...