كان من نتيجة الفتنة الكبرى و مقتل الخليفة عثمان بن عفان ذلك الصراع السياسى الذى انبنى عليه تفريق كلمة المسلمين, و تشتيت جماعتهم, و تعدد مذاهبهم و أحزابهم: من جماعية وشيعة و خوارج وغيرهم ... و كان أكثر الصحابة قد ماتوا . و انتهز الفرصة كثير من المنافقين و أهل الكيد للاسلام, فدسو على رسول الله كثيرا من الأحاديث المكذوبة الملفقة ليخدعوا بها أهل الغفلة. وقد أدى ذلك كله الى تعدد الفتاوى و الأقوال, واختلاف المشارب و الأهواء التى تدعو الى اثارة الكثير من الشبهات...
فخاف أئمة المسلمين أن يعتمد الناس فى مذاهبهم على أراء لا تتفق مع سنة الرسول,فأذن أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز لأبى بكر محمد بن عمرو بن حزم – على رأس المائة الثانية من الهجرة – فى تدوين الحديث , بعد أن استخار الله أربعين يوما
وقد كان أبو بكر نائب أمير المؤمنين فى القضاء و الولاية على المدينة, فاستجاب لما أذنه به الخليفة, و دون ما يحفظ من حديث رسول الله فى كتاب بعث عمر بن عبد العزيز بنسخ منه الى الأمصار, كما فعل عثمان بن عفان من قبل بالمصحف الامام
*******************************************8