ليتني أعود طفلة لم يعرف قلبها الضياع..ليتني أعود إلى سريري في المساء و وسادة تخلو من الدموع.. ليتني أعود إلى سذاجتي لأحتويها قبل أن تحتويني..أعود إلى عالم حلو لم يذق المرارة.. أعود لأبتسم كما لن ابتسم لاحقا..أعود لرفقة لم يعرفوا الخيانة بعد.. أعود لأحلام عذبة صغيرة يبتسم الناظر إليها.. أعود لأسابق الغد شوقا إليه..أعود لأمحو الأمس من ذاكرتي و اكتب حلما أتأمله للغد عنوان.. أعود إلى صفي و مدرستي أتعلم من جديد تلك اللغة البريئة التي تعلمتها و عشقتها.. أعود ليخاطبني الجميع بلغتي التي أحب.. فلغتي لا يتضمن قاموسها كلمات حتى وقعها مؤلم فكيف هو معناها.. فلغتي لا تفهم إلا السلام.. كم هو جميل ذلك العالم لن ألوم حنيني إليه.. كم أحبك يا عالم طفولتي يا أطهر مكان كنت فيه و يا أحلى زمان قصدته ذاكرتي.. فالقلب الذي ولد في موطن الطفولة لم يكبر بعد و إن سارت به الأعوام بعيدا عن وطنه مغترب غدا ينبض بين أضلعي اشتياقا يسأل كل قادم منه عن ذلك البعيد.. ليتني أعود لأدفن اشتياقي في تربته الطيبة و لأتنفس عطر الذكرى في أماكن الحنين.. ما زلت أملك أحلام الطفلة في صندوق بعيد أقصده حين أنام..