العيد في الإسلام سكينةٌ ووقارٌ،
وتعظيمٌ للواحد القهار، وبعدٌ عن أسباب الهلكة ودخول النار.
والعيد مع ذلك كله ميدان استباق إلى الخيرات، ومجال منافسة في المكرمات.
فهو مظهر من مظاهر الدين وشعيرة من شعائره المعظمة التي تنطوي
على حكم عظيمة و معاني جليلة ،
وأسرار بديعة لا تعرفها الأمم في شتى أعيادها .
في العيد يستروح الأشقياء ريح السعادة، ويتنفس المختنقون في جو من السعة،
وفيه يذوق المُعدمون طيبات الرزق، ويتنعم الواجدون بأطايبه.
في العيد تسلس النفوس الجامحة قيادها إلى الخير،
وتهش النفوس الكزة إلى الإحسان.
في العيد أحكام تقمع الهوى، من ورائها حكمٌ تُغَذي العقل ،
ومن تحتها أسرارٌ تُصَفي النفس، ومن بين يديها ذكرياتٌ تثمر التأسي في الحق والخير،
وفي طيَّها عِبرٌ تُجلي الحقائق، وموازينُ تقيم العدل بين الأصناف المتفاوتة بين البشر ،
ومقاصدُ سديدةٌ في حفظ الوحدة، وإصلاح الشأن،
ودروسٌ تطبيقيةٌ عالية في التضحية، والإيثار، والمحبة.
في العيد تظهر فضيلةُ الإخلاص مُستعلنة للجميع ،
ويُهدي الناسُ بعضُهم إلى بعض هدايا القلوب المُخلصةِ المُحِبة،
وكأنما العيد روح الأسرة الواحدة في الأمة كلها.
فكل عام و أنتم بخير