على قيد اللاحياة ,, بقلمي ،،

[rtl]إلى آدم قارئ حرفي ,, أجربت يوما أن تحلم وتصطدم بالواقع يحمل لافتة كتب عليها [ م س ت ح ي ل ] ؟ أجربت أن يكون المستحيل عائلة ؟ دينا ؟ وطنا ؟ انتماء ؟ أنت !!؟[/rtl]



[center][font=Tahoma,sans-serif]حلمي كان أبسط من ذلك ,, أبسط من أن تستوعبه أسوار مدينتي [/font][font=Tahoma,sans-serif],,[/font]  [/center]

[center] فتحت عيني على الدنيا وحيدة بين أربعة رجال ,, ثلاث إخوة وأب ,, بعد أن لفظت أمي أنفاسها عند ولادتي ,, [/center]

[center]وُجهت إلي أصبع الاتهام لأصبح أنا القاتلة ,, فلولاي لما تَيتم إخواني الشباب ,, [/center]

[center]لو لم آتي إلى الدنيا لعاشوا تحت حضن والدتهم ولتمتعوا بالحنان الأسري ,, لولا مجيئي !![/center]

[center]حُرمت من الدراسة ,, مُنعت من العيش ,, وكُتبت علي اللاحياة ,, [/center]

[center]أستيقظ صباحا آملة في فجر جديد ,, في أن تُزرع بذرة الحنان في قلوب إخوتي ووالدي ,, لكنني أعود محملة بالخيبة وأحيانا بزرقة في عيني إن طلبت ـ لا سمح الله ـ أن أخرج للعب مع فتيات الحي ,, مارس والدي عليّ شتى أنواع التعذيب الجسدي والروحي ,, كان ينعتني دائما بالقاتلة ! وأنه لا يجوز للفتاة كذا وكذا ,, !![/center]

[center]كنت أشعر أحيانا أنني في أسرة متدينة حاملة لكتاب الله وحافظة لأحاديث رسوله عندما أسمع أنواع الفتاوى التي يلقيها والدي حينا وإخوتي أحيانا أخرى ,, [/center]

[center]الخروج حرام ! الدراسة حرام ! اللعب حرام ! الضحك حرام ! [/center]

[center]كنت سأصدق فتاويهم لو لم أشهد على معاقرتهم للشراب أمام عيني ,, كنت سأصدق لو لم أرى أصناف النساء في منزلنا ,, حقا كنت سأصدق ,, [/center]

[center]الغريب هو جوابهم عندما أستفسر عن سبب تصرفاتهم ,,[color=#ef001b]نحن رجال[/color] ,, أيكتب للرجل في مدينتي مالا يُكتب للمرأة؟ [/center]

[center]في الرابعة عشر من عمري ,, أصبحت فضيحة كُتب على إخوتي سترها بعد انتقال والدي إلى الحياة الأخرى ,, سارعوا إلى البحث عن زوج لأختهم المرمية في البيت قبل أن تجلب لهم العار ,, [/center]

[center]ما زلت أتساءل ,, كيف سأجلب العار وأنا لم أعرف يوما منظر السماء إلا من شباك غرفة والدتي التي كنت أتسلل إليها أحيانا لأصب وجيعتي بعيدا عنهم ؟ [/center]

[center]أصبح بيتنا كالمزاد العلني ,, من يعطي أكبر قدر من المال يأخذ البضاعة حالا ,, لا حاجة لأية مراسم ,, ذرفت دما بدل الدموع وأنا مستمرة في طلب الرحمة من إخوتي  ,, لم يبالوا بتوسلي وباشروا يناقشون ثمن بيعي فيما بينهم ,, [/center]

[center]بقدر خوفي من الحياة القادمة ,, تولد في روحي أمل ضئيل في أنني سأعيش ـ ربما ـ الحياة بعد انتقال لبيت " زوجي " ,, لكن قدر الله وماشاء فعل !! [/center]

[center]ترقيت من رتبة خادمة في بيت أهلي إلى جارية في بيت زوجي ,, نحر رجال عائلتي روحي لينحر زوجي جسدي ,, [/center]

[center]كنت أشمئز من نظرته عندما يلمحني ,, لم أكن سوى جسد يفرغ فيه حيوانيته ,, [/center]

[center]كنت أظن أنني عشت جميع أنواع التعذيب ليأتي زوجي المبجل وينفي نظريتي !! لا عذاب يضاهي عذاب امتهان الروح والجسد من قِبل من يُفترض بهم أن يحموك ,, [/center]

[center]والألم إذا اشتد وبلغ الذروة لا ينفع معه أي مسكن ,, حملت ما تبقى من روحي وجسدي وغادرت اللاحياة ,, فتحت الباب لأول مرة منذ أن فتحت عيني على هذه الدنيا وخرجت ! [/center]
[center]لم أفكر في عواقب عملي ,, فمهما كانت العواقب لن تضاهي ما عشته إلى الآن ,, [/center]

[center] تمردت عن اللاحياة لأول مرة ,, نزعت قناع الخادمة والجارية ,, قناع القاتلة ,, وارتديت قناع الأنا ,, نفضت عني غبار الرجل ,, وارتديت وشاح المرأة ,, [/center]

[center]على قارب الحياة اكتشفت أنني ميتة ,, أرقص على خشبة جراحي جسدا بلا روح ,,[/center]
[center]قادتني قدماي إلى المقبرة حيث ترقد والدتي ,, توسدت الحجر ,, توسدت مفاهيم رجال عائلتي من الحرام ,, توسدت كوابيس حياتي ,, توسدت أياما تمنيت أن أحضن أمي ,, توسدت حلمي في الحياة ,, [/center]

[center] الرجال ثلاثة أنواع في نظري ,, رجل يشبه أبي ورجل يشبه إخوتي ورجل يشبه زوجي ,, رجل اتهمني بجريمة ,, رجل باعني خوفا من العار ,, ورجل امتهن جسدي ,,[/center]

[center]لم أعد أملك الرغبة والقدرة على اكتشاف صنف جديد ,, الأفضل أن ألحق بك يا أمي ,, أنا قادمة انتظري ,,[/center]

[center]  [/center]

[left]بالمناسبة يا آدم لن تقف أمام خالقك وتقول أنا اميرة![/left]