(أمـــــاه أمسكــــ ـــــــي بيــــدي)
ها افتح عيني وللوهلة الأولى إلى هذا العالم اجهل ما ينتظرني...اجهل ما سيعترضني,,
ما هذه العيون التي تحَدق إلي عيون الشفقة؟؟ لماذا كل يوما لا أرى إلا سواها؟؟ ما الجرم الذي ارتكبنه؟
كبرتُ وكبرتَ معي هذه التساؤلات ولا أجد لها أجوبه؟؟ لما هذا الصمت القاتل!! من سيجيبني؟ من سيسمع الآلام معاناتي؟؟
في الصباح اقعد وحيداً أصبح المنزل سجن قاسي أتنظر عوده إخوتي بشغف ولكن عند عودتهم.. وبعد انتظار طال ساعات اركض إليهم بأحضان عَطشه .. لأكسر جدار الوحدة.
فيصفعني كلام أمي التي تصرخ على أخوتي وتأمرهم بالابتعاد عني لِما لِما يا أمي لست وحشا أرجوك لا تبعديهم أترجاك يا أماه.. ولكن كل صرخاتي تبقى في فمي لا أقوى على أخراجها..
فتجرني الخادمة وتحبسني فالغرفة فأبقى وحيدا لا تواسيني غير دموعي اليتيمة
وعند حلول المساء انتظر عودة أبي لعله سيشعر بجرح معاناتي. أبي وصل أبي أبي اسمه يتردد بداخلي كم أتمنى أن يسمع كل أشجاني فأركض إليه بأحضان ملهوفة مسرورا بعودة فإذا به يحتضن أخوتي اقترب منه وينظر إلي بعيون الشفقة اللعينة التي مللت منها ويكتفي فقط بالمسح على رأسي.
لما يا أبي كنت أملي المتبقي بأن تشعر بما داخلي..
كم أتمنى أن نجتمع كعائله واحد على مائدة العشاء أو الغداء.. لا اسمع من أمي سوى اسم أخواتي تناديهم للعشاء لما يا أمي لا تنادي باسمي هل نسيتي اسمي؟؟ ألست ابنك؟؟
كل كلماتي تُحتجز بفمي صرخات صامتة فمن سيسمعني؟
فقدت الحنان فقدت معنى العائلة بدأت أحسس أن وجودي مثل عدمي.
الصراخ ملئ صدري والدموع سكنت محجري
لما يا أمي تعجزي عن فهمي!!!
الكل نيام والنوم لم َيبت في عيني من سيحسس بي من سيسعفني..؟؟
وذات صباح زارتنا خالتي تكلمت مع أمي لساعات فيوم زفاف خالتي أصبح قريباً قالت خالتي أنها ستجري فحصا قبل زواجها
لكن أمي عارضتها بالاستحياء؟؟ تُرى ما هذا الفحص لتعارضه؟؟بعد صمت قالت خالتي بصوت تملئه الشفقة تُحَدق بي لا يكفي الذي حصل لسامي.
وعندها وكأن زلزالاً نزل بصدري أحسست أن أنفاسي ستخنقني هل هذا هو جواب سؤالي لِما يحصل لي!! أنت السبب يا أمي.. بسبب فحص لم يكن يكلفك شيئا ادفع أنا الثمن غاليا؟؟ وسبب الاستحياء أعاني كل هذا..
لازمني الصمت بعدها كنت انتظر الموت ليقبض روحي ما الذي أعيش لأجله عائله تبعدني لا أحد يحبني لا احد يحسس بمشاعري لست في أعينهم سوى مريضا بلا مشاعر.
بدأت اذبل يوما بعد يوم فقدت حيويتي. شعرت أمي بذلك وأخذتني للمستشفى الذي اعتادت اخذي إليه. تفحصتني الطبيبة كانت حالتي سيئة جدا فاحتجزني لبضعت أيام. قلقت أمي كثيرا لشأني فلم تعتد رؤية حالتي بهذا السوء.. رفضت الذهاب للمنزل وبقيت ساهرة علي لم تسكن دموعها ولا للحظه لم أكن استطيع أن أتحرك لأرتمي بحضنها وامسح دموعها ..
وبعد مرور ساعات عادة الطبيبة لتتفقد حالتي رأت أمي لا تزال تنتظرني فقعدت بجانبها عسى أن تخفف من خوفها قالت هون عليك سيكون على ما يرام. قالت أمي بصوت حزين.. كل السنين التي مضت حاولت أن أبعده عن كل شي يضر صحته أو يؤذيه لا أخرجه خارج المنزل لا يحتك بأخوته ولا أولاد جيرانه ولكن مع كل جهودي إلا انه يبقى مستاء ولا يتحسن .
ظهرت ملامح الحزن على الطبيبة وقالت يؤسفني أن أقول أنتي لم تفعلي شيئا له في هذه السنوات سوى إبعاده..!! تخيلي انك تُبعدين
عن واقعك عن اهلك ووالديك ما هو الدافع الذي ستعيشين لأجله سوى انتظار الموت.
حركت هذه الكلمات قلب أمي و بكت بمرارة شعرت أخيرا بالذي كنت اشعر به جَرت مسرعه إلى واحتضنتني والدموع ملئت وجهها تصيح بصوت متألم سامحني سامحني فبكيت سرورا لأنها أخيرا استطاعت فهمي.
بعدها عشت كبقيت الأطفال بجانب إخوتي أُعامل كشخص سليم لا كشخص معاق. ما كنت احتاج إليه أسرتي و حنان والدي .
لن أعاتب أمي على إنجابي لأني متيقن أنها ستحتمل لأجي حتى ولو كنت عبئا. لا أقول لها سوى يا أمي امسكي بيدي.
الأحد يناير 12, 2014 12:39 pm من طرف صاحبة القمر