والان مع اخر شخصيه وهو الملك
(ذي القرنين )
من هو ذو القرنين..؟؟
قال تعالى {ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلوا عليكم منه ذكراً. إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سبباً} "الكهف: 83-98".
اختلف المؤرخون والرواة والمفسرون في شأن ذي القرنين على أقوال عديدة يصعب الجمع بينها، كما يصعب القطع بصحتها كلها لتباعد تفسيراتها وتعليلاتها، وقد نقل ابن كثير في تاريخه (البداية والنهاية) بعضاً من هذه الأقوال عن ذي القرنين: "قيل ملكاً من الملوك العادلين، وقيل نبياً وقيل رسولاً، وقيل إنه ملك فارس والروم، وقيل الإسكندر المقدوني، وقيل إنه كان من حمير وأمه رومية"، وقد خرج بعض المفسرين بمحاولة للجمع بين الروايات فقالوا "ملك صالح، نصح اللّه فأيده".
و كل ما يخبرنا القرآن عنه أنه ملك صالح، آمن بالله وبالبعث وبالحساب، فمكّن الله له في الأرض، وقوّى ملكه، ويسر له فتوحاته.
وأما القول بأنه الاسكندرالمقدوني فهو لم يخضع لتحقيق تاريخي.. بل إن المفسرين الذين أوردوا هذا القصص قد شككوا في صدقه وصحته.. فابن إسحاق [151هـ 768م] ـ مثلاً ـ يروى عن " من يسوق الأحاديث عن الأعاجم فيما توارثوا من علم ذي القرنين " أنه كان من أهل مصر ، وأن اسمه " مرزبان بن مردية اليوناني".
أما الذي سماه " الإسكندر " فهو ابن هشام [213هـ 828م] ـ الذي لخص وحفظ [ السيرة ] ـ لابن إسحاق ـ.. وهو يحدد أنه الإسكندر الذي بنى مدينة الإسكندرية ، فنسبت إليه.
وكذلك جاءت الروايات القائلة إن " ذو القرنين " هو الإسكندر المقدوني عن " وهب بن مُنبِّه " [34ـ114هـ 654ـ732م] وهو مصدر لرواية الكثير من الإسرائيليات والقصص الخرافية ، ولقد شكك ابن إسحاق ـ وهو الذي تميز بوعي ملحوظ في تدوين ونقد القصص التاريخي ـ شكك فيما روى من هذا القصص ـ الذي دار حول تسمية ذي القرنين بالإسكندر ، أو غيره من الأسماء.. وشكك أيضًا في صدق ما نسب للرسول صلى الله عليه وسلم حول هذا الموضوع.. وذلك عندما قال ابن إسحاق: " فالله أعلم أي ذلك كان ؟.. أقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك أم لا ؟ ".
ويثنى القرطبي على شك وتشكيك ابن إسحاق هذا ، عندما يورده ، ثم يقول: " والحق ما قال ".. أي أن الحق هو شك وتشكيك ابن إسحاق في هذا القصص ، الذي لم يخضع للتحقيق والتمحيص وإن يكن موقف ابن إسحاق هذا ، وكذلك القرطبي ، هو لون من التحقيق والتمحيص. فليس هناك إذًا ما يشهد على أن الإسكندر الأكبر المقدوني ـ الملك الوثني ـ هو ذو القرنين ، العادل ، والموحد لله.
ومنهم من ذهب إلى أنه كورش الفارسي..