ماضي ســانـجــي
إن كنت تعمل في مطعم .. فلن تجد حولك ما هو أكثر من الطعام ..
لهذا لن تُبالي كثيرا به ..
ولن يكون أسهل عليك من أن تلقيه في اقرب سلة مُهملات ..
ولما تهتم بالطعام .. إن كان لديك حلم ترغب بـ تحقيقة ..
لكن ماذا لو صادفت خطرا .. قادر على أن يُبدد أحلامك ..
فـ زيف قرصان محترف .. ولن ينجو أحد من ركلاته ..
وحتى لو عصف الرعب بالآخرين ..
فعليك انت أن تتماسك ..
فحلمك أقوى من أن تُبدده العواصف .. أو تُحطمه الأمواج ..
وربما اختيارك للقتال ليس إلا تهورا ..
لكنه اختيار يصرخ بـعزيمتك ..
حتى زيف شعر بقوة إصرارك .. ووجد منك خصما يستحق أن يُواجه ..
وبرهنت على أن حلمك اقوى من ركلات زيف ..
وكانت تلك هي اللحظة التي رأى فيها زيف نفسه ..
لكن اللحظة انتهت بـ كارثة .. وكانت الكارثة عاصفة عاتية ..
عاصفة ابتلعت سانجي معها ..
ولم يُفكر زيف طويلا .. واندفع لإنقاذ سانجي ..
علقت قدمه ..
قدمه التي هزمتها أحلام سانجي قبل قليل ..
لم يتردد زيف ..
وبـ منطق البقاء للأقوى .. تخلى عن الأضعف ..
واختار سانجي ..
لكن تلك لم تكن النهاية ..
وكانت بانتظارهما جزيرة ليس فيها إلا الموت ..
وبقايا طعام اقتسماه ..
وشعر سانجي بالظلم .. لكنه رضيّ بحصته ..
ورحل لـ ينتظر الأمل ..
الأمل الذي قد يكون يوما ما .. سفينة عابرة ..
بدأ الطعام ينفذ .. والايام تمر بلا جديد ..
وفي لحظة قاسية ..
عادت الذاكرة بـ سانجي للوراء ..
وفهم أخيرا أن بقايا الطعام .. ليست إلا طعام ..
انتهى كل ما بين يديه ..
ولم يعد هناك من طريقة سوى القتال إن اراد الحياة ..
ولم يتردد أبدا في انتزاع حصة زيف من الطعام ..
لكن حصة زيف .. لم تكن إلا كنزا ..
كنز كان أبشع من أي كابوس يمكن أن يراه ..
وتعلم سانجي حكمة لم ينساها أبدا >> هل يستطيع المال أن يملئ معدتك !!
وشيئا فشيئا .. بدأت الحقائق تتكشف ..
فـ زيف لم يُضحي فقط بقدمه لأجل سانجي ..
بل بـ حصته من الطعم أيضا ..
كانت مفاجئة صعبة على سانجي ..
فالرجل الذي كاد أن يُحطم حلمه .. لم يكن إلا رجلا منحه أغلى ما يمللك دون تردد ..
وفي لحظة يأس .. شعر فيها سانجي أن كل شيء قد انتهى ..
كان الأمل يُسرع إليه حاملا معه سفينة النجاة ..