ماضي يـوسـوب
شعور غريب .. كوني أرغب بالكلام ، وفي الوقت نفسه .. لا أتحمس أبدا للحديث عن يوسوب
ربما استطيع أن افهمه .. أن أعجب به احيانا ..
لكن لا يمكنني أن أحبه ابدا >_<
شخصية اعتادت على الكذب للهروب من الواقع ..
كل مشكلة لها حل عنده .. لا شيء لديه مستحيل .. يمكنه أن يفعل أي شيء وكل شيء في عالم أكاذيبه ..
ذلك كان انطباعي عن يوسوب .. ولم يختلف كثيرا للآن ..
رحيل والده .. كانت مشكلته الكبرى ..
شعر من بعده بـ مدى عجزه وضعفه .. فلابد أن رأى أمه تُعامي كثيرا وهو أمامها عاجز ..
وخطوته الإيجابية كانت أنه لم يستسلم لهذا العجز ..
لكنه اختار أسهل الطرق لـ ذلك ..
فلم يبذل أي مجود لـ تغيير ما حوله .. لكنه اقتنع أنه قادر على التغيير .. وأن باستطاعته فعل الكثير
وحين رأى أمه تنهار أمام عينيه ..
قدم له كل ما يُعينها على طبق من الوهم ..
أخبرها أن الدواء الذي يُشفي كل الأمراض في الطريق إليها ..
وأن والده عاد أخيرا ..
نعم ربما كان :
الكـذب , هـو عند يوسوب أمـل يائـس !
لكنه كان بحاجة إلى من يُصدقه .. حتى يُصدق نفسه ..
لكن الواقع غالبا ما كان يصدمه بـ عنف
في صغره .. فشلت اكاذيبه في حماية أمه ..
لكنه لم ييأس .. أدرك أن توقفه يعني اعترافه أمام نفسه بـ عجزه طوال حياته ..
كان يكذب ويُثير أهل القرية ضده ..
لكن التأثير الذي يُحدثه .. كان يُرضيه ..
يشعره بأنه قادر على تحريك كل ما حوله ..
وأنه إذ يعترف أمامهم بـ كذبه .. رغم علمهم بـ ذلك سلفا ..
فهذا لأنه لم يرضى أن يكون كاذبا أمام نفسه .. فهو لا يكذب ، والدليل أنه يخبرهم بأنه يكذب ..
فهو يخبرهم بحدث منفي أصلا .. فكيف يكون كاذبا
بل هو في رأي نفسه بطل .. إستطاع أن يتلاعب بهم ..