ماضي نــامـــي[/SIZE
لربما لم تعرف الكثير عن ماضيها ..
لكن المستقبل كان واضحا امامها .. واكتشاف العالم .. كان أمنى مُناها ..
ويوما ما ستصبح أعظم ملاحة .. وسـ ترسم خريطة ً للعالم ..
لكن الظروف لم تكن في صالحها .. وكان كل شيء بـ ثمن ..
وكانت هي غالبا لا تملك الثمن ..
وقد يدفعها هذا أحيانا للخطأ ..
وعلى الرغم من بساطة تعامل بيلمير ومرحها ..
إلا أنها كانت تعرف متى تتخلى عن هذا ..
ومتى تقسوا على نامي ..
ومتى تشجعها وتدعمها ..
لكن نامي ثيرا ما شعرت بالعجز أمام ما تقدمه بيلمير ..
ولم يمض الكثير حتى تحول هذا الشعور إلى غضب مما تفعله بيلمير ..
فمادامت ليست ابنتها .. فلماذا تُضحي لأجلها ..
لماذا تمنحها كل شيء .. وتبقى هي من دون أدنى شيء ..
وكانت لحظة قاسية على الجميع ..
رفضت نامي تضحية بيلمير ..
ورفضت بيلمير أن تتمزق عائلتها ..
صراخ .. وبكاء .. وهروب .. ولحظات من اليأس والألم ..
لكن قلب بيلمير .. كان يعرف أن نامي سـ تعود ..
وانها لن تتحمل الإبتعاد عن عائتها .
أما نامي .. فقد حان الوقت لـ تعرف أكثر عن ماضيها .. وماضي بيلمير ..
ذلك الماضي الذي منحت فيه بيلمير الأمل .. فمنحتها بيلمير الحياة ..
وضحت بـ كل شيء لتكون عائلتها ..
وأخيرا فهمت نامي الرابط الذي يجمعها مع بيلمير ..
وأنهم معا .. عائلة حقيقية ..
لكن راية سوداء كانت تلوح في الأفق ..
وقراصنة آرلونغ .. قد استعدوا للغزو ..
وكان لحياة البشر عندهم ثمن واحد .. المال ..
بيلمير كانت وحدها ..
وكان الجميع يُسرع إليها ..
وكانت لـ تبقى وحيدة .. لولا أن شجاعتها بقيت معها ..
لكن الشجاعة وحدها لم تكن كافية ..
ولم يكن آرلونغ لـ يبالي بصرخات آلامها ..
إن لم تكن تسعده .. بقدر ما تؤلم من سواه ..
وكان الأمر لـ ينتهي .. إلا أن بيلمير لم تستطع أن تتخلى عن عائلتها ..
فحتى لو كان الثمن هو موتها .. فهي لم تكن لـ تنجو بنفسها .. وتترك عائلتها لمصير مجهول ..
ضحت كثيرا في السابق لـ تثبت أنهم عائلة ..
والآن لن يمنعها خوف من موت .. أن تُنكر عائلتها ..
وحتى لو كانت لحظة النهاية صعبة على الجميع ..
فإن بيلمير لم ترضى إلا أن تنتصر في النهاية ..
فمهما فعل آرلونغ ورجاله .. فلن يمنعوا بيلمير أن تبتسم بـ رؤية عائلتها تبكي لأجلها ..
ماتت بيلمير ..
وكانت لحظة موتها .. هي بداية لـ حياة جديدة من الخوف والألم والبكاء ..
ولم تجد نامي إلا طريقا واحدا ..
طريق .. لم تجد فيه عائلة أو صديق ..
وبقيت فيه وحيدة .. تتطلع إلى الأمل ..